فتح همذان


تفسير

رقم الحديث : 481

وحدثني زياد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ البلخي ، عن أشياخ من أهل سيسر ، قَالَ : سميت سيسر لأنها في الخفاض منَ الأرض بَيْنَ رءوس آكام ثلاثين ، فقيل : ثلاثون رأسا ، وكانت سيسر تدعى سيسر صدخانية أي ثلاثون رأسا ومائة عين ، وبها عيون كثيرة تكون مائة عين . قَالُوا : ولم تزل سيسر وما والاها مراعي لمواشي الأكراد وغيرهم ، وكانت مروج لدواب المهدي أمير الْمُؤْمِنِين وأغنامه ، وعليها مولى له يقال له : سُلَيْمَان بْن قيراط صاحب صحراء قيراط بمدينة السلام ، وشريك معه يقال له : سلام الطيفوري ، وكان طيفور مولى أَبِي جَعْفَر المَنْصُور وهبه للمهدي ، فلما كثر الصعاليك والذعار وانتشروا بالجبل في خلافة المهدي أمير الْمُؤْمِنِين جعلوا هَذِهِ الناحية ملجأ لهم وحوزا ، فكانوا يقطعون ويأون إليها ولا يطلبون ، لأنها حد همذان والدينور وأذربيجان ، فكتب سُلَيْمَان بْن قيراط وشريكه إِلَى المهدي بخبرهم وشكيا عرضهم لما في أيديهم منَ الدواب والأغنام ، فوجه إليهم جيشا عظيما ، وكتب إِلَى سُلَيْمَان وسلام يأمرهما ببناء مدينة يأويان إليها وأعوانهما ورعاتهما ويحصنان فيها الدواب والأغنام ممن خافاه عليها ، فبنيا مدينة سيسر وحصناها وأسكناها الناس ، وضم إليها رستاق ما ينهرج منَ الدينور ، ورستاق الجوذمة من أذربيجان من كورة برزة ، ورسطف وخابن جر ، فكورت بهذه الرساتيق ووليها عامل مفرد ، وكان خراجها يؤدي إليه ، ثُمَّ أن الصعاليك كثروا في خلافة أمير الْمُؤْمِنِين الرشيد ، وشعثوا سيسر ، فأمر بمرمتها وتحصينها ورتب فيها ألف رجل من أصحاب خاقان الخادم السغدي ، ففيها قوم من أولادهم . ثُمَّ لما كان في آخر أيام الرشيد وجه مرة بْن أَبِي مرة الرديني العجلي عَلَى سيسر ، فحاول عُثْمَان الأودي مغالبته عليها ، فلم يقدر عَلَى ذلك ، وغلبه عَلَى ما كان في يده من أذربيجان ، أو أكثر ، ولم يزل مرة بْن الرديني يؤدي الخراج عن سيسر في أيام مُحَمَّد الرشيد ، عَلَى مقاطعة قاطعه عليها إِلَى أن وقعت الفتنة ، ثُمَّ إنها أخذت من عاصم بْن مرة ، فأخرجت من يده في خلافة المأمون ، فرجعت إِلَى ضياع الخلافة .

الرواه :

الأسم الرتبة