سورة القصص


تفسير

رقم الحديث : 1213

أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، نا إبراهيم ، حَدَّثَنَا آدَمُ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ ، فِي قوله : " وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ سورة القصص آية 6 ، قَالَ : إِنَّ فِرْعَوْنَ مَلَكَهُمْ أَرْبَعَ مِائَةِ سَنَةٍ ، فَقَالَتْ لَهُ الْكَهَنَةُ : إِنَّهُ يُولَدُ الْعَامَ فِي مِصْرَ غُلامٌ يُفْسِدُ عَلَيْكَ مُلْكَكَ ، وَيَكُونُ هَلاكُكَ عَلَى يَدَيْهِ ، فَبَعَثَ فِرْعَوْنُ فِي مِصْرَ نِسَاءً قَوَابِلَ يَنْظُرُونَ ، فَإِذَا وَلَدَتِ امْرَأَةٌ غُلامًا أُتِيَ بِهِ فِرْعَوْنُ فَقَتَلَهُ ، فَكَانَ يَسْتَحْيِي الْجَوَارِيَ ، فَلَمَّا وُلِدَ مُوسَى أَوْحَى اللَّهُ إِلَى أُمِّهِ : أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ سورة القصص آية 7 ، وَهُوَ الْبَحْرُ ، فَقِيلَ لَهَا : اتَّخِذِي تَابُوتًا وَاجْعَلِيهِ فِيهِ ، ثُمَّ اقْذِفِيهِ فِي الْبَحْرِ ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ ، وَكَانَ لِفِرْعَوْنَ قَوْمٌ سَيَّارَةٌ يَغُوصُونَ فِي الْبَحْرِ ، فَلَمَّا رَأَوُا التَّابُوتَ فِي الْبَحْرِ ، قَالُوا : هَذِهِ هَدِيَّةٌ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ لِرَبِّنَا ، يَعْنُونَ : فِرْعَوْنَ ، فَأَخَذُوا التَّابُوتَ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَنَظَرَ فِرْعَوْنُ فَإِذَا هُوَ غُلامٌ ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ : إِنِّي أَرَاهُ مِنَ الأَعْدَاءِ ، أَيْ مِنْ مَوْلُودِي مِصْرَ ، فَأَرَادَ قَتْلَهُ ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ : قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا سورة القصص آية 9 ، قَالَ : وَكَانَ فِرْعَوْنُ لا يُولَدُ لَهُ إِلَّا الْبَنَاتُ ، فَتَرَكَهُ ، فَقَالَتْ أُمُّ مُوسَى : لأُخْتِهِ قُصِّيهِ سورة القصص آية 11 ، يَعْنِي : قُصِّي الأَثَرَ ، فَقَصَّتِ الأَثَرَ حَتَّى رَأَتْهُ عِنْدَ فِرْعَوْنَ ، فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ سورة القصص آية 11 ، يَعْنِي : مُجَانَبَةً تَخَافُ وَتَتَّقِي ، فَدُعِيَ لَهُ الْمَرَاضِعُ ، فَلَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ، فَذَهَبَتْ أُخْتُ مُوسَى فَأَخْبَرَتْ أُمَّهَا ، فَقَالَتِ : اذْهَبِي ، فَقُولِي لَهُمْ : هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ سورة القصص آية 12 ، فَانْطَلَقَتْ أُخْتُ مُوسَى ، فَقَالَتْ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا لَهَا : نَعَمْ ، فَقَبِلَ مُوسَى ثَدْيَهَا ، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُمْ تُرْضِعُهُ ، وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَنَّهَا أُمُّهُ حَتَّى أَتَمَّتِ الرَّضَاعَ ، ثُمَّ ذَهَبَتْ فَتَرَكَتْهُ عِنْدَهُمْ ، فَبَيْنَمَا مُوسَى ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ فِرْعَوْنَ ، إِذْ لَطَمَ فِرْعَوْنَ ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ : قَدْ قُلْتُ لَكُمْ : إِنَّهُ مِنَ الأَعْدَاءِ ، وَأَرَادَ قَتْلَهُ ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ : إِنَّهُ صَبِيٌّ لا يَعْقِلُ ، فَجَرِّبْهُ إِنْ شِئْتَ ، اجْعَلْ فِي الطَّسْتِ ذَهَبًا وَجَمْرًا ، فَانْظُرْ عَلَى أَيُّهُمَا يَقْبِضُ ، فَفَعَلَ فِرْعَوْنُ ذَلِكَ ، فَأَرَادَ مُوسَى أَنْ يَقْبِضَ الذَّهَبَ ، فَضَرَبَ الْمَلَكُ الَّذِي كَانَ وُكِّلَ بِهِ يَدَهُ ، فَصَرَفَهَا إِلَى الْجَمْرَةِ فَقَبَضَ عَلَيْهَا مُوسَى ، فَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : إِنَّهُ لا يَعْقِلُ ، قَالَ : وَكَانَ إِيمَانُ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ مِنْ قِبَلِ امْرَأَةِ خَازِنِ فِرْعَوْنَ ، وَكَانَ إِيمَانُ خَازِنِ فِرْعَوْنَ مِنْ أَثَرِ يُوسُفَ ، وَأَنَّ امْرَأَةَ خَازِنِ فِرْعَوْنَ مَشَطَتِ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ يَوْمًا ، فَوَقَعَ مِنْهَا الْمُشْطُ ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، فَقَالَتْ لَهَا بِنْتُ فِرْعَوْنَ : أَلَكِ رَبٌّ غَيْرُ أَبِي ، فَقَالَتْ : رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ ، وَرَبُّكِ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ اللَّهُ ، فَلَطَمَتْهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ ، وَضَرَبَتْهَا ، وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ ، فَقَالَ لَهَا : أَتَعْبُدِينَ رَبًّا غَيْرِي ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ اللَّهُ ، وَإِيَّاهُ أَعْبُدُ ، فَكَذَّبَهَا فِرْعَوْنُ وَأَوْتَدَ لَهَا أَوْتَادًا ، فَشَدَّ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا وَأَرْسَلَ عَلَيْهَا الْحَيَّاتِ ، وَكَانَتْ كَذَلِكَ فَأَتَى عَلَيْهَا يَوْمًا ، فَقَالَ لَهَا : أَمَا أَنْتِ مُنْتَهِيَةٌ ؟ فَقَالَتْ لَهُ : رَبِّي وَرَبُّكَ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ اللَّهُ ، فَقَالَ لَهَا : فَإِنِّي ذَابِحٌ ابْنَكِ فِي فِيكِ إِنْ لَمْ تَرْجِعِي ، فَقَالَتْ لَهُ : اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ، فَذَبَحَ ابْنَهَا فِي فِيهَا ، وَإِنَّ رُوحَ ابْنِهَا بَشَّرَهَا ، فَقَالَ لَهَا : اصْبِرِي يَا أُمَّهُ ، فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ كَذَا وَكَذَا ، فَصَبَرْتَ ، ثُمَّ أَتَى عَلَيْهَا فِرْعَوْنُ يَوْمًا آخَرَ ، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَذَبَحَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ فِي فِيهَا ، فَبَشَّرَهَا رُوحُهُ أَيْضًا ، وَقَالَ لَهَا : اصْبِرِي يَا أُمَّهُ ، فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ كَذَا وَكَذَا ، وَذَلِكَ كُلُّهُ بِعَيْنِ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَسَمِعَتْ كَلامَ رُوحِ ابْنِهَا الأَكْبَرِ ، ثُمَّ الأَصْغَرِ ، فَآمَنَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَقُبِضَ رُوحُ امْرَأَةِ خَازِنِ فِرْعَوْنَ ، وَكُشِفَ الْغِطَاءُ عَنْ ثَوَابِهَا وَمَنْزِلَتِهَا وَكَرَامَتِهَا فِي الْجَنَّةِ لامْرَأَةِ فِرْعَوْنَ حَتَّى رَأَتْهُ ، فَازْدَادَتْ إِيمَانًا وَيَقِينًا وَتَصْدِيقًا ، وَاطَّلَعَ فِرْعَوْنُ عَلَى إِيمَانِهَا ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَلأِ ، فَقَالَ لَهُمْ : مَا تَعْلَمُونَ مِنْ آسِيَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ ؟ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُمْ : وَإِنَّهَا تَعْبُدُ رَبًّا غَيْرِي ، فَقَالُوا لَهُ : اقْتُلْهَا ، فَأَوْتَدَ لَهَا أَوْتَادًا ، وَشَدَّ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا ، فَدَعَتْ آسِيَةُ رَبَّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ سورة التحريم آية 11 ، فَكَشَفَ لَهَا الْغِطَاءَ ، فَنَظَرَتْ إِلَى بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ وَوَافَقَ ذَلِكَ أَنْ حَضَرَهَا فِرْعَوْنُ ، وَضَحِكَتْ حِينَ رَأَتْ بَيْتَهَا فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ : أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ جُنُونِهَا ، إِنَّا نُعَذِّبُهَا وَهِيَ تَضْحَكُ ، فَقُبِضَ رُوحُهَا ، وَإِنَّ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي جَبَلٍ ، فَرَآهُ رَجُلٌ فَأَتَى فِرْعَوْنَ فَأَخْبَرَهُ ، فَدَعَاهُ فِرْعَوْنُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَنْ رَبُّكُمْ ؟ فَقَالُوا : فِرْعَوْنُ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ رَبِّيَ وَرَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، فَكَذَّبَ فِرْعَوْنُ الرَّجُلَ الَّذِي أَتَاهُ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْهُ بِإِيمَانِهِ فَقَتَلَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
آدَمُ

ثقة

إبراهيم

ثقة حافظ مأمون

عَبْدُ الرَّحْمَنِ

متهم بالكذب