ذكر البطاح وخبره


تفسير

رقم الحديث : 1059

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ التَّيْمِيِّ تَيْمِ بْنِ شَيْبَانَ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، وَمُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ التَّيْمِيِّ تَيْمِ بْنِ شَيْبَانَ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، وَمُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالُوا : أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدًا بِأَنْ يَنْزِلَ تَيْمَاءَ ، فَفَصَلَ ردءا حَتَّى يَنْزِلَ بِتَيْمَاءَ وَقَدْ أَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَلا يَبْرَحَهَا ، وَأَنْ يَدْعُوَ مَنْ حَوْلَهُ بِالانْضِمَامِ إِلَيْهِ ، وَأَلا يَقْبَلَ إِلا مِمَّنْ لَمْ يَرْتَدَّ ، وَلا يُقَاتِلَ إِلا مَنْ قَاتَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَمْرُهُ . فَأَقَامَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ ، وَبَلَغَ الرُّومَ عِظَمُ ذَلِكَ الْعَسْكَرِ فَضَرَبُوا عَلَى الْعَرَبِ الضَّاحِيَةِ الْبعوث بالشام إليهم . فَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِذَلِكَ ، وَبِنُزُولِ مَنِ اسْتَنْفَرَتِ الرُّومُ ، وَنَفَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ بَهْرَاءَ ، وَكَلْبٍ ، وَسَلِيحٍ ، وَتَنُوخَ ، وَلَخْمٍ ، وَجُذَامَ ، وَغَسَّانَ مِنْ دُونِ زَيزَاءَ بِثَلاثٍ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ : أَنْ أَقْدِمْ وَلا تُحْجِمْ ، وَاسْتَنْصِرِ اللَّهَ ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ تَفَرَّقُوا وَأَعْرَوْا مَنْزِلَهُمْ فَنَزَلَهُ ، وَدَخَلَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ تَجَمَّعَ لَهُ فِي الإِسْلامِ ، وَكَتَبَ خَالِدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِذَلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ : أَقْدِمْ وَلا تَقْتَحِمَنَّ حَتَّى لا تُؤْتَى مِنْ خَلْفِكَ . فَسَارَ فِيمَنْ كَانَ خَرَجَ مَعَهُ مِنْ تَيْمَاءَ وَفِيمَنْ لَحِقَ بِهِ مِنْ طَرَفِ الرَّمْلِ ، حَتَّى نَزَلُوا فِيمَا بَيْنَ آبِلَ وَزَيزَاءَ والْقَسْطَلِ ، فَسَارَ إِلَيْهِ بِطْرِيقٌ مِنْ بَطَارِقَةِ الرُّومِ يُدْعَى بَاهَانَ ، فَهَزَمَهُ وَقَتَلَ جُنْدَهُ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَاسْتَمَدَّهُ . وَقَدْ قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَوَائِلُ مُسْتَنْفِرِي الْيَمَنِ ، وَمَنْ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ ، وَفِيهِمْ ذُو الْكَلاعِ ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ عِكْرِمَةُ قَافِلا وَغَازِيًا فِيمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ تِهَامَةَ ، وَعُمَانَ ، وَالْبَحْرَيْنِ ، وَالسَّرْوِ ، فَكَتَبَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أُمَرَاءِ الصَّدَقَاتِ : أَنْ يُبَدِّلُوا مَنِ اسْتُبْدِلَ ، فَكُلُّهُمُ اسْتُبْدِلَ فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْبِدَالِ . فَقَدِمُوا عَلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ وَعِنْدَ ذَلِكَ اهْتَاجَ أَبُو بَكْرٍ لِلشَّأمِ وَعَنَاهُ أَمْرُهُ ، وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَدَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى عِمَالَةٍ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاهَا إِيَّاهُ مِنْ صَدَقَاتِ سَعْدِ هُذَيْمٍ وَعُذْرَةَ وَمَنْ لَفَّهَا مِنْ جُذَامَ ، وَحَدَسٍ قَبْلَ ذِهَابِهِ إِلَى عُمَانَ ، فَخَرَجَ إِلَى عُمَانَ وَهُوَ عَلَى عِدَةٍ مِنْ عَمَلِهِ إِذَا هُوَ رَجَعَ فَأَنْجَزَ لَهُ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ . فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ اهْتِيَاجِهِ لِلشَّأمِ إِلَى عَمْرٍو : إِنِّي كُنْتُ قَدْ رَدَدْتُكَ عَلَى الْعَمَلِ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاكَهُ مَرَّةً وَسَمَّاهُ لَكَ أُخْرَى ، مَبْعَثُكَ إِلَى عُمَانَ إِنْجَازًا لِمَوَاعِيدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ وليته ثم وليته ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْ أُفَرِّغَكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ فِي حَيَاتِكَ وَمَعَادِكَ مِنْهُ ، إِلا أَنْ يَكُونَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ أَحَبَّ إِلَيْكَ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرٌو : إِنِّي سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الإِسْلامِ ، وَأَنْتَ بَعْدَ اللَّهِ الرَّامِي بِهَا وَالْجَامِعُ لَهَا ، فَانْظُرْ أَشَدَّهَا وَأَخْشَاهَا وَأَفْضَلَهَا فَارْمِ بِهِ شَيْئًا إِنْ جَاءَكَ مِنْ نَاحِيَةٍ مِنَ النَّوَاحِي . وَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بِنَحْوِ ذَلِكَ ، فَأَجَابَاهُ بِإِيثَارِ الْجِهَادِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة