بكار بن قتيبة


تفسير

رقم الحديث : 479

أخبرنا أَبُو الْحَسَن ، أخبرنا محمد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجِيزيّ ، قَالَ : " ولي بكَّار بْن قُتيبة مِصر من قِبَل المتوكِل ، فدخل البلَد يوم الجمعة لثمان خلونَ من جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعين ومائتين ، وكان عفيفًا عَنْ أموال الناس محمودًا فِي وِلايته ، وكان يذهب إلى قول أَبِي حَنيفة ، وتعلَّم الشروط بالبَصرة من هِلال بْن يحيى الرَّأْي " . وأخبرني من أهل البلد من لَهُ عِناية بإخباره ، أن أحمد بْن طُولون كَانَ يُعظِّم بكَارًا ويرفع قدره إلى أن طالبه ابن طولون بلعن الموفّق ، فتوقَّف بكَّار فِي ذَلكَ ، فغضب عَلَيْهِ ابن طولون ، فلمَّا تبيّن ذَلكَ بكَّار من ابن طولون وظهرت لَهُ مَوجِدته عَلَيْهِ ، قَالَ لَهُ : أَلَا لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ . فقيل لأحمد بْن طولون : إنَّه إنَّما قصدك بهذا القول . فطالبه بردّ الجوائز التي كَانَ أجازه بها . فقال بكَّار هي بحالها ، فوجّه ابن طولون ، فوجدها كما هِيَ بخواتيمها ، فأخذها ، ثمَّ إنَّ ابن طولون سجنه عند درب ابن المعلى فِي الرحَبة المعروفة بدار الحرف ، ودار مدع الأخشاديّ دارًا اكتُريت لَهُ ، وكان فيها طاق يجلِس يتحدَّث فيها ، ويُكتَب عَنْهُ وهو فِي السِّجن ، فإذا كَانَ يوم الجمعة اغتسل غُسل الجمعة ولبِس ثيابه ثمَّ خرج إلى السجَّان ، فيقول لَهُ السجَّان : إلى أَيْنَ تُريد ؟ فيقول لَهُ بكَّار : أُريد صلاة الجُمعة . فيقول لَهُ السجَّان : لا سبيل إلى ذَلكَ . فيقول بكَّار : اللَّه المُستعان . ويرجِع ، وكان سجنه فِي جمادى الآخرة سنة سبعين ، فأقام فِي السِّجن إلى أن عرضت لأحمد بْن طولون عِلَّته التي تُوفّي فيها ، فوجّه إِلَيْهِ يستحلّه ، فقال للرسول قُل لَهُ أَنَا شيخ كبير وأنت عليل مُدنِف ، والملتقى قريب والله الحاجز بيننا . وتُوفّي أحمد بْن طولون ، فعُرّف بكَّار بموته . قَالَ : مات البائس . قِيلَ لبكَّار : انصرفْ . قَالَ : الدار بأُجْرة وقد انِستُ بها فما مضى فعلى غيرنا ، وما كَانَ فِي المُستأْنَف فعليَّ . فأقام بكَّار فِي الدار بعد موت ابن طولون أربعين يومًا ثمَّ مات ، فأُخرج منها إلى المُصلَّى ، فصلَّى عَلَيْهِ أَبُو حاتم بن أخيه وكانت وفاته يوم الخميس لستٍّ بقِينَ من ذي الحجَّة سنة سبعين ومائتين ، فكانت وِلايته أربعة وعشرين سنة وستَّة أشهر وستَّة عشر يومًا .

الرواه :

الأسم الرتبة