قَالَ جَابِرٌ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْقُرْآنِ : أَيُزَادُ فِيهِ أَوْ يُنْقَصُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ اللَّهُ الزَّائِدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ " . قَالَ : " وَمَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ فَقَدْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ أَجْمَعَ " . قَالَ : وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْغَدَاةِ فَقَرَأَ ، فَقَالَ : " يَا عُقْبَةُ ، إِنَّ هَاتَيْنِ أَفْضَلُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَالزَّبُورِ وَالإِنْجِيلِ وَالتَّوْرَاةِ " . وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ : إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَدْ كَذَبُوا وَأَثِمُوا . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " وَلَوْ أَنَّ أَحَدًا زَادَ فِيهِ أَوْ نَقَصَ مِنْهُ كَانَ عِنْدَ الأُمَّةِ كَافِرًا . وَالْقُرْآنُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُزَدْ فِيهِ وَلَمْ يُنْقَصْ مِنْهُ ، وَإِنَّ اللَّهَ أَحَاطَهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ . وَالْعَزِيزُ : الَّذِي عَزَّ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ أَوْ بِشِبْهِهِ أَوْ بِشَيْءٍ فِي مَعْنَاهُ ، وَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُمَكِّنَ أَحَدًا مِنْ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ أَوْ يُنْقِصَ مِنْهُ ، وَهُوَ كَلامُهُ وَحُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَإِمَامُ عِبَادِهِ الَّذِي يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ، لَوْ نُقِصَ مِنْهُ شَيْءٌ أَوْ زِيدَ فِيهِ لَتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي تَأْلِيفِهِ حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنٍ ؛ لأَنَّ الْخَلْقَ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ تَأْلِيفِهِ وَوَصْفِهِ وَوَضْعِهِ أَبَدًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
جَابِرٌ | جابر بن زيد الأزدي | ثقة |