قَالَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْعِبَادَ لا يَقْدِرُونَ عَلَى الأَخْذِ بِمَا أُمِرُوا بِهِ ، وَعَلَى الْكَفِّ عَمَّا نُهُوا عَنْهُ ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْمُولٌ بِهِمْ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَتَكُونُ بَعْدِي شَيَاطِينُ فِي جُثْمَانِ الرِّجَالِ ، يَأْتُونَ الْمَجَالِسَ وَكُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَتِلْكَ الأَحَادِيثُ الْكَاذِبَةُ وَنَحْوُهَا مِنْ أُولَئِكَ الشَّيَاطِينِ مِنَ الإِنْسِ يُوحِيهَا إِلَيْهِمْ إِخْوَانُهُمُ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْجِنِّ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ " . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ ، قَالَ : خَلَقْتُ عِبَادِي لِيَعْبُدُونِي ، فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاغْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا حَلَّلْتُ لَهُمْ " . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ : " كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِلَبَنٍ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ قُلْتُ : إِنَّكَ صَائِمٌ . فَقَالَ : أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَسْقِيَنِي فَمَنَعْتَنِي " . " وَكَانَ عُمَرُ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ جَالِسِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ : سَبَقَ الشَّقَاءُ لِلشَّقِيِّ ، وَشَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ . فَقَالَ أُبَيٌّ : إِنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُمْ شَقُوا وَسُعِدُوا بِأَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَلَيْهَا حُمِدُوا وَذُمُّوا . قَالَ عُمَرُ : صَدَقْتَ ، سَبَقَتْ رَحْمَةُ اللَّهِ غَضَبَهُ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَهَلَكُوا " . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا قَبْلِي " . قِيلَ : فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ " . قِيلَ : فَمَنِ الْمُرْجِئَةُ ؟ قَالَ : " الَّذِينَ يَقُولُونَ : الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ ، وَالْقَدَرِيَّةُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي وَيَقُولُونَ : هِيَ مِنَ اللَّهِ إِجْبَارٌ ، أَمَّا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَمَا عَصَيْنَا " . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي شَيْءٍ سُئِلَ عَنْهُ : أَقُولُ بِرَأْيِي ، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ . قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ وَيَعْدِلُ ، وَيَقُولُ : " اللَّهُمَّ هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ ، فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ | جابر بن زيد الأزدي | ثقة |