قَالَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة الزمر آية 67 الآيَةَ ، فَقَالَ : كَانَتِ الْيَهُودُ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ . فَارْتَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " كَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصِفَ رَبِّي الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ " فَقَالُوا : لَوْ كُنْتَ نَبِيًّا لَوَصَفْتَهُ . ثُمَّ قَالُوا : هَلْ هُوَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَكْذِيبًا لِقَوْلِهِمْ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ سورة الزمر آية 67 ، أَيْ : وَمَا عَظَّمُوا اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ . وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ أَيْ فِي قُدْرِتِهِ . وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ أَيْ فِي مُلْكِهِ ، كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَنِي هَؤُلاءِ الْفَسَقَةُ وَلَمْ يَرَوْا سَمَوَاتِي وَلا أَرْضِي ؟ ! ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ سورة الزمر آية 67 ، لأَنَّ الصِّفَةَ الَّتِي كَانَتْ مِنْهُمْ شِرْكٌ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ خِنْصَرًا أَوْ بِنْصَرًا فَقَدْ أَشْرَكَ ؛ لأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَتِ الْيَهُودُ لَمَا قَالَ : سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ سورة الزمر آية 67 ، وَلَكِنَّهُمْ وَصَفُوهُ بِغَيْرِ صِفَتِهِ ، فَنَزَّهَ نَفْسَهُ عَمَّا يَقُولُونَ . وَقَالُوا : إِنَّ قَوْلَ اللَّهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ سورة الزمر آية 67 أَيْ : وَمَا عَظَّمُوا اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ إِذْ قَالُوا : إِنَّ الأَرْضَ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ ، وَعَنُوا الأَصَابِعَ . وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا : السَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ عَلَى مَا ذَكَرُوا عَلَى التَّحْدِيدِ وَالتَّشْبِيهِ ، قَالَ اللَّهُ : سُبْحَانَهُ سورة الزمر آية 67 فَنَزَّهَ نَفْسَهُ عَمَّا يَقُولُونَ وَيُشْرِكُونَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ | جابر بن زيد الأزدي | ثقة |