تفسير

رقم الحديث : 2574

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر ، أَنْبَأَنَا أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الفقيه ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي ، أَنْبَأَنَا رزق بْن عَبْد الوهَّاب ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيّ بْن شاذان ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَر غُلَام ثعلب ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن هِشَام بْن أَبِي الدميك المَرْوَزِيّ ، حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شبيب ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه الْحَرَّانِي ، حَدَّثَنَا ضرار بْن عَمْرو ، عَنْ يَزِيد الرِّقَاشِي ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا أَسْكَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ ، فَهَبَطَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ، فِي كُلِّ سَبْعَةِ آلافِ سَنَةٍ مَرَّةً . قَالَ : وَفَى الْقُرْآنِ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ سورة الحج آية 47 مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ ، فَيَهْبِطُ إلى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ ، فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُ فَلْيَزُورُوهُ ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهُ صَفْقُ أَجْنِحَةِ الْمَلائِكَةِ وَدَوِيُّ تَسْبِيحِهِمْ وَالنُّورُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ ، فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : هَذَا الْمَجْعُولُ بِيَدِهِ وَالْمَنْفُوخُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ وَالْمَسْجُودُ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ هَذَا آدَمُ . وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا فِي إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ، وَقَالَ : " ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ ، حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ ، فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي " . وذُكِر حديثًا طويلا لَا فائدة فِي ذكره ، وَهُوَ مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ ، والله تَعَالَى ينزه عَنْ أن يوصف بلذة الصوت وحلاوة النغمة ، ويزيد الرِّقَاشِي مَتْرُوك ، وكذا ضرار ، ويَحْيَى بْن عَبْد اللَّه ، قَالَ ابْن حبان : يأتي عَنِ الثِّقَات بأشياء معضلات . قلت : تمام الْحَدِيث بعد قول هَذَا : " آدم قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ، ثُمّ يَخْرُج رَجُل فِي مثل موكبه حوله دوى تسبيح الملائكة ورفع النور أمامهم ، فيمد أَهْل الجَنَّة أعناقهم ، فيقولون : منْ هَذَا الَّذِي قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه ؟ فتقول الملائكة : هَذَا المصطفى لوحيه والمؤتمن لرسالته ، والمبعوث بنبوته ، والمجعول النار عَلَيْه بردًا وسلامًا ، هَذَا إِبْرَاهِيم خليل رب العالمين ، والخليل الَّذِي يعد خليله شيئًا . ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكبه ، حوله دوى منْ تسبيح الملائكة والنور أمامهم ، فيمد أهل الجَنَّة أعناقهم ، يقولون : منْ هَذَا الَّذِي أذن لَهُ عَلَى اللَّه ؟ فتقول الملائكة : هَذَا الَّذِي اصطفاه لنفسه ألقى عَلَيْه محبته ، ولين لَهُ الحجر ، وأنزل عَلَيْه المن والسلوى ، وظلل عَلَيْه الغمام ، وقربه نجيًا ، وأَعْطَاه الألواح فيها كُلّ شيء ، وكلمه تكليمًا ، هَذَا مُوسَى بْن عِمْرَانَ قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ . ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكب آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام ، وموكب إِبْرَاهِيم ، وموكب مُوسَى ، وجميع مواكب أَهْل الجَنَّة ، حوله دوى تسبيح الملائكة ورفع النور أمامهم ، فيمد أَهْل الجَنَّة أعناقهم ، فيقولون : منْ هَذَا الَّذِي قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ؟ فتقول الملائكة : هَذَا المصطفى لوحيه المؤتمن لرسالته ، المبعوث بنبوته ، خاتم الْأَنْبِيَاء والرسل ، وصاحب لواء الحمد ، وأول منْ تنشق الأرض عَنْ ذوائبه ، سيد وُلِد آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام ، وأعظم الْأَنْبِيَاء حوضًا ، وأكثرهم واردة ، وأول شافع وأول مشفع ، هَذَا أَحْمَد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ، ثُمّ يَخْرُج كُلّ نَبِيَّ ، وأمته ، فيخرج الصديقون والشهداء عَلَى قدر منازلهم حَتَّى يحفوا حول العرش ، فيقول لهم اللَّه عَزَّ وَجَلّ بلذاذة صوته وحلاوة نغمته : مرحبًا بعبادي وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني ، أكرموهم . فتنهض الملائكة ، فتطرح للأنبياء منابر النور وللصديقين سررًا منْ نور ، وللشهداء كراسي منْ نور ، وسائر الْأَنْبِيَاء عَلَى كثبان المسك ، وليس الملائكة مِنَ الجَنَّة فِي شيء لَا يأكلون فيها أكلة ، وَلَا يشربون فيها شربة ، خلقوا للعبادة فِي الدُّنْيَا والآخرة ، شهي إليهم التسبيح كَمَا شهي إِلَى بني آدم الشهوات ، قَالَ : هاهنا فِي الوحي : وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ سورة الزمر آية 75 . ثُمّ يَقُولُ اللَّه عَزَّ وَجَلّ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وجيراني ، وزواري ، أطعموهم . فتوضع بَيْنَ أيدي أسفل أَهْل الجَنَّة سبعون ألف صحفة منْ ذهب ، لَيْسَ منها صحفة عَلَى لون واحد ، فيها ألوان منْ لحوم طائر كأَنَّها البخت لينة لين الزبد وريحه ريح المسك ، وحلاوته حلاوة العسل ، لَا ريش لَهُ وَلَا عظم ، لَمْ يمسه نار وَلَا حديدة ، فيأكل منْ كلهن فيجد لآخرهن طعمًا كَمَا وجد لأولهن ، ثُمّ يَقُولُ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني ، أكلوا اسقوهم . فيقوم عَلَى رأس أسفل أَهْل الجَنَّة منزلة سبعون ألف غُلَام أشباه اللؤلؤ المنثور ، بأيديهم آنية الفضة ، وأباريق الذهب ، فيها أشربة برجها برد الثلج ، وحلاوتها حلاوة العسل ، وريحها ريح المسك ، ممزوج بالزنجبيل ، والكافور ، مطبوع بالمسك ، لَيْسَ فيها إناء عَلَى لون واحد كلها يتشاهون إليهم ليأخذ الإناء ، فيضع الإناء عَلَى فِيهِ قدر أربعين يومًا لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ سورة الواقعة آية 19 ليست كام وفد التي تسلب العقول وتحرك الأقدام ، وَلَا يصدعون منْ تعاطيهم إياها ، ثُمّ يَقُولُ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني ، أكلوا وشربوا فكهوهم . فيؤتون بأطباق مِنَ الذهب مكللة بالمرجان قَدْ قطف لهم منْ ثمار الجَنَّة ، نبتها أمثال القلال ، ورطبها أمثال الخواتي ، يقطر شهده طيب عذب دسم وَهُوَ الرطب الجني الَّذِي ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلّ لمريم ، وزعم يَزِيد الرِّقَاشِي أن الرجل يكسر الرمانة فتسقط الحبة فتستر وجوه الرجال بعضهم منْ بعض ، ثُمّ يَقُولُ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني أكلوا وشربوا ، وفكهوا ، أكسوهم . فينتهي إِلَى شجرة منْ ذهب سقفها الفضة تنبت السندس والاستبرق ، فيؤتون بحلل مصقولة بنور الرَّحْمَن موسومة بالوشي ، حَتَّى إذا لبسوا ، قَالَ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني ، أكلوا ، وشربوا ، وفكهوا ، وكسوا طيبوهم . فتهاج ريح فِي الجَنَّة تسمى المثيرة ، تثير أثابير المسك الأبيض الأذفر ، وتساقط عليهم منْ خلال الشجر حَتَّى تبل عليهم ثيابهم وعمائمهم ، ثُمّ يَقُولُ : مرحبًا بعبادي ، وخلقي ، ووفدي ، وزواري ، وجيراني ، أكلوا وشربوا ، وفكهوا ، وكسوا ، وطيبوا ، وعزتي وجلالي لأرينهم وجهي . فيتجلى لهم رب العزة عَزَّ وَجَلّ ، فيقول : السَّلَام عليكم يا عبادي انظروا إليَّ قَدْ رضيت عنكم . فيقولون : سبحانك سبحانك . فتصدع لَهُ مدائن أَهْل الجَنَّة وقصورها وتتجاوب فصول شجرها وأنهارها وجميع ما فيها : سبحانك سبحانك . فيملئوا الأبصار بالنظر إِلَى وجهه عَزَّ وَجَلّ الَّذِي تقطعت الأبصار دونه وَالَّذِي تجلى للجبل فجعله دكًا وخر مُوسَى صعقًا وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سورة الزمر آية 67 وأشرقت الأرض بنور وجهه تبارك وتعالى ، فاحتقروا الجَنَّة وجميع ما فيها حين نظروا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ، وإِلَى ذَلِكَ انتهى . العطاء والمزيد ، ثُمّ يحمل العرش إِلَى الجمعة الأخرى فيفعل بهم ذَلِكَ فِي كُلّ جمعة " . أَخْرَجَهُ الموفق بْن قدامة فِي كتاب البكاء والرقة . قَالَ : قرأت عَلَى الشَّيْخ الثقة أَبِي الْحَسَن عَبْد الحق بْن عَبْد الخالق بْن أحمد بْن عَبْد القادر بْن يُوسُف ، أخبركم أَبُو الْحَسَن الْمُبَارَك بْن عَبْد الجبار الصَّيْرفيّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن شاذان ، بِهِ . واللَّه أَعْلَم .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسٍ

صحابي

يَزِيد الرِّقَاشِي

ضعيف زاهد

ضرار بْن عَمْرو

منكر الحديث

يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه الْحَرَّانِي

ضعيف الحديث

سَلَمَة بْن شبيب

ثقة

أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن هِشَام بْن أَبِي الدميك المَرْوَزِيّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الفقيه

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.