مناقب الخلفاء الاربعة


تفسير

رقم الحديث : 789

حَدَّثَنَا النعمان بْن بكرون البلدي ، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المؤمل ، وعبد الملك بْن مُحَمَّد ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله أَبُو جَعْفَر المكتب ، أَنْبَأنَا عَبْد الرزاق ، أَنْبَأنَا سُفْيَان ، عَن عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن بهما ، سَمِعْتُ جَابِر بْن عَبْد الله ، قَالَ : سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : " هَذَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ ، وَقَاتِلُ الْفَجَرَةِ ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ ، يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ ، أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا ، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ " . تابعه أَحْمَد بْن طاهر بْن حرملة بْن يحيا الْمَصْرِيّ ، عَن عَبْد الرزاق ، لا يَصِحُّ ، ولا أصل لَهُ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : حديث علي رَوَاهُ سويد بْن غفلة ، عن الصنابحي فلم يسنده وهو مضطرب ، وسلمة لَمْ يسمع من الصنابحي ، والرومي لا يجوز الاحتجاج بِهِ ، وكذا عَبْد الحميد ، وَمُحَمَّد بْن قيس مجهول ، وطريق الْحَسَن ، عَن علي فِيهِ مجاهيل ، وجعفر البغدادي متهم بسرقة هذا الحديث رجاء أيضًا ، وعمر بْن إِسْمَاعِيل ، وأبو الصلت كذابان ، وأبو الصلت هُوَ الَّذِي وضعه عَلَى أبي مُعَاويَة وسرقه منه جماعة ، وَأَحْمَد بْن سلمة يُحدِّث عَن الثقات بالأباطيل ، وسعيد بْن عقبة مجهول غير ثقة ، والعدي وضَّاع ، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن يوسف لا يَجوز الاحتجاج بِهِ يسرق ويقلب ، والحسن بْن عثمان يضعُ ، والمكتب وابن طاهر كذابان . قَالَ ابن عدي : الحديث موضوع ، يُعرف بأبي الصلت ، ومن حَدَّث بِهِ سرقه منه ، وإن قلب إسناده . وسئل أَحْمَد بْن حنبل ، عَن هذا الحديث ، فقال : قبح الله أَبَا الصلت . قلت : حديث علي أَخْرَجَهُ الترمذي . وحديث ابن عَبَّاس أَخْرَجَهُ الحاكم فِي المستدرك ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم الْهَرَويّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الصلت عَبْد السلام بْن صالِح ، بِهِ . وقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَميم القنطري ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الضريس ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَة ، بِهِ . قَالَ الْحُسَيْن بْن فهم وحدثناهُ أَبُو الصلت الْهَرَويّ ، عَن أبي مُعَاويَة . قَالَ الحاكم : الْحُسَيْن بْن فهم ثقة مأمون حافظ ، وأبو الصلت ثقة مأمون ، وهذا حديث صحيح الإسناد ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس ، يَقُولُ : سمعتُ بْن مُحَمَّد الدوري ، يَقُولُ : سألتُ ابن معين عَن أَبَا الصلت ، فقال : ثقة . فقلتُ : أليس قد حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة " أَنَا مدينة العلم " . فقال : قد حَدَّث بِهِ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، وهو ثقة . قَالَ : وسمعتُ أَحْمَد بْن سهل إمام أهل عصره ببخارى ، يَقُولُ : سمعتُ صالح بْن مُحَمَّد بْن حبيب الحافظ ، يَقُولُ : وسئل عَن أبي الصلت ، فقال : دخل يَحْيَى بْن معين ، ونحنُ معه عَلَيْهِ فلمّا خرج ، قلت لَهُ : ما تَقُولُ فِيهِ ؟ فقال : هُوَ صدوق . قلت : إنه يروي حديث ، " أَنَا مدينة العلم " ، فقال : قد رواهُ ذاك الفيدي ، كما رَوَاهُ أَبُو الصلت . انتهى ما فِي المستدرك . وفي تاريخ الخطيب ، قَالَ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مالك : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت الْهَرَويّ ، فقال : ثقة صدوق ، إلا أَنَّهُ يتشيع . وقال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت ، فقال : قد سمع وما عرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش ، عَن مجاهد ، عَن ابن عَبَّاس . قَالَ : ما سمعتُ بِهِ قط ، وما بلغني إلا عَنْهُ . وقال عَبْد الخالق بْن منصور : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت . فقال : ما أعرفه . قلتُ : إنه يروي حديث " أَنَا مدينة العلم " . فقال : ما هذا الحديث بشيء . قَالَ الخطيب : أحسبُ عَبْد الخالق سألَ يَحْيَى عَن حال أبي الصلت قديمًا ، ولَمْ يكن يَحْيَى إذ ذاك يعرفه ، ثُمَّ عرفه بعد فأجاب إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد عَن حاله . قَالَ الخطيب : وأمّا حديث الأعمش فإن أَبَا الصلت كَانَ يرويه عَن أبي مُعَاويَة وعنه ، فأنكره أَحْمَد بْن حنبل ، ويحيى بْن معين من حديث أبي مُعَاويَة ، ثُمَّ بَحث يَحْيَى عَنْهُ فوجد غير أبي الصلت قد رَوَاهُ ، عَن أبي مُعَاويَة . قَالَ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن الأنباري : سألتُ يَحْيَى عَن هذا الحديث ، فقال : هُوَ صحيح . وقال الخطيب : أراد أَنَّهُ صحيح من حديث أبي مُعَاويَة وليس بباطل ، إذ قد رَوَاهُ غير واحد عَنْهُ . قَالَ عَبَّاس الدوري سمعتُ يَحْيَى بْن معين يوثق أَبَا الصلت عَبْد السلام بْن صالح ، فقلتُ لَهُ : إنه حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة ، عَن الأعمش ، " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " . فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟ أليس قد حَدَّث بِهِ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، عَن أبي مُعَاويَة ، وقال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن محرز : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت عَبْد السلام بْن صالِح الْهَرَويّ ، فقال : لَيْسَ مِمَّن يكذبُ . فقيل لَهُ : فِي حديث أبي مُعَاويَة ، أنا مدينة العلم ، فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني بن نمير ، قال : حدث به أبي معاوية قديمًا ، ثُمَّ كف عَنْهُ ، وكان أَبُو الصلت رجلاً موسرًا يطلبُ هذه الأحاديث ويكرمُ المشايخ ، فكانوا يحدثونه بِهَا . وقال عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي : سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد ، عَن أبي الصلت الْهَرَويّ ، فقال : رأيتُ يَحْيَى بْن معين يُحسن القول فِيهِ ، ورأيته سُئِلَ عَن الحديث الَّذِي رُوِيَ عَن أبي مُعَاويَة " أَنَا مدينة العلم وعلي بابها " . فقال : رواهُ أيضًا الفيدي . قلتُ : ما اسمه ؟ قَالَ : مُحَمَّد بْن جَعْفَر . انتهى ما فِي تاريخ الخطيب . وقال الحافظ صلاح الدين العلائي : ومن خطه نقلت فِي أجوبته عَن الأحاديث التي تعقبها السراج القزويني عَلَى مصابيح البغوي ، وادعى أنّها موضوعة حديث " أَنَا مدينة العلم وعلي بابها " قد ذكره أَبُو الفرج فِي الموضوعات من طرق عدة ، وجزم ببطلان الكل . وكذلك قَالَ بعده جماعة منهم الذهبي فِي الميزان وغيره ، والمشهور بِهِ رواية أبي الصلت عَبْد السلام بْن صالِح الْهَرَويّ ، عَن أبي مُعَاويَة ، عَن الأعمش ، عَن مجاهد ، عَن ابن عَبَّاس ، مرفوعًا ، وعبد السلام هذا تكلموا فِيهِ كثيرًا . قَالَ النسائي : لَيْسَ بثقة . وقال الدَّارَقُطْنِيّ ، وابن عدي : متهم . زاد الدَّارَقُطْنِيّ : رافضي . وقال أَبُو حاتِم : لَمْ يَكُنْ عنده بصدوق . وصوب أَبُو زرعة عَلَى حديثه ، ومع ذَلِكَ فقد قَالَ الحاكم : حَدَّثَنَا الأصم ، حَدَّثَنَا عَبَّاس يعني : الدوري ، قَالَ : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت ، فقال : ثقة . فقلتُ : أليس قد حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة حديث " أنا مدينة العلم " فقال : قد حدث محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة ، عن أبي معاوية ، وكذلك روى صالِح جزرة أيضًا عَن ابن معين ، ثُمَّ ساقه الحاكم ، من طريق مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الضريس ، وهو ثقة حافظ ، عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، عَن أبي مُعَاويَة ، قَالَ العلائي : فقد برئ أَبُو الصلت عَبْد السلام من عهدته ، وأبو مُعَاويَة ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفاظهم المتفق عليهم ، وقد تفرد بِهِ عَن الأعمش ، فقال : ماذا وأي استحالة فِي أن يَقُولُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل هذا فِي حق علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، ولَمْ يأت كل من تكلم فِي هذا الحديث وجزم وضعه بِجواب عَن هذه الروايات الصحيحة ، عَن ابن معين ، ومع ذَلِكَ فله شاهد رواهُ الترمذي فِي جامعه ، عَن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الفزاري ، عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الرومي ، عَن شريك بْن عَبْد الله ، عَن سلمة بْن كهيل ، عَن سويد بْن غفلة ، عَن أبي عَبْد الله الصنابحي ، عَن علي ، مرفوعًا : " أَنَا دار الحكمة ، وعلي بابها " . ورواهُ أَبُو مُسْلِم الكجي ، وغيره ، عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الرومي ، وهو ممن روى عَنْهُ الْبُخَاريّ فِي غير الصحيح ، وقد وثقه ابن حبان ، وضعفه أَبُو داود . وقال أَبُو زرعة : فِيهِ لين . وقال الترمذي بعد إخراج الحديث : هذا حديث غريب . وقد روى بعضهم هذا عَن شريك ، ولَمْ يذكر فِيهِ الصنابحي ، ولا نعرفُ هذا عَن أحدٍ عَن الثقات غير شريك . النخعي القاضي برئ مُحَمَّد بْن الرومي من التفرد بِهِ ، وشريك هُوَ ابن عَبْد الله النخعي القاضي احتج بِهِ مُسْلِم ، وعلق لَهُ الْبُخَاريّ ، ووثقه يَحْيَى بْن معين . وقال العجلي : ثقة حسن الحديث . وقال عيسى بْن يونس : ما رأيتُ أحدًا قط أورع فِي علمه من شريك . فعلى هذا يكون تفرده حسنًا ، فكيف إذا انضم إلى حديث أبي مُعَاويَة ، ولا يرد عَلَيْهِ رواية من أسقطَ منه الصنابحي ، لأن سويد بْن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة وسمع منهم ، وذكر الصنابحي فِيهِ من المزيد فِي متصل الأسانيد ، ولَمْ يأت أَبُو الفرج ولا غيره بلة قادحة فِي حديث شريك سوى دعوى الوضع دفعًا بالصدر . انتهى كلام الحافظ علاء الدين العلائي . وسئل شيخ الْإسْلَام أَبُو الفضل بْن حجر عَن هذا الحديث فِي فتيا ، فقال : هذا الحديث أَخْرَجَهُ الحاكم فِي المستدرك ، وقال : إنه صحيح . وخالفه أَبُو الفرج بْن الجوزي ، فذكره فِي الموضوعات ، وقال : إنه كذب . والصواب خلاف قولِهما معًا ، وإن الحديث من قسم الْحَسَن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحطُ إلى الكذب ، وبيانُ ذَلِكَ يستدعي طولاً ، ولكن هذا هُوَ المعتمد فِي ذَلِكَ . انتهى . ومن خطه نقلتُ ، وذكر فِي أجوبته عَن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني عَلَى المصابيح نحو ذَلِكَ ، وزاد أن الحاكم روى لَهُ شاهدًا ، من حديث جَابِر ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي الفقيه الشاشي القفال ، حدَّثَنِي النعمان بْن هارون البلدي ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد الحراني ، حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق ، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري ، عَن عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التمي ، عَن جَابِر ، مرفوعًا ، بِهِ . وقال فِي لسان الميزان عقب إيراد الذهبي رواية جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَن أبي مُعَاويَة ، وقوله : هذا موضوع . ما نصه : وهذا الحديث لَهُ طرق كثيرة فِي مستدرك الحاكم ، أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عَلَيْهِ بالوضع . انتهى . وبقي للحديث طرق .

الرواه :

الأسم الرتبة
جَابِر بْن عَبْد الله

صحابي

عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم

ثقة

جَابِر

صحابي

أَحْمَد بْن عَبْد الله أَبُو جَعْفَر المكتب

متهم بالوضع

وعبد الملك بْن مُحَمَّد

صدوق حسن الحديث

علي

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.