قَالَ أَبُو الشيخ فِي الفتن : حَدَّثَنَا الضبعي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن منصور أَبُو جَعْفَر ، حَدَّثَنَا كثير بْن جَعْفَر الخراساني ، عَن ابن لهيعة ، عَن أبي قبيل المغافري ، قَالَ : حدَّثَنِي عَبْد الله بْن عمرو ، أن معاذ بْن جبل أخبره ، قَالَ : بينما أَنَا ، وأبو عبيدة بْن الجراح ، وسلمان ننتظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " إذ خرج إلينا فِي الهجير مرعوبًا متغير اللون ، قَالَ : أَنَا مُحَمَّد النَّبِيّ الَّذِي أتيت فواتح الكلم وجوامعه وخواتِمه ، فأطيعوني ما دمتُ بين أظهركم ، فإذا أَنَا ذهبتُ فعليكم بكتاب الله فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة ، كتاب من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، وتناسخت النبوة وصارت ملكًا ، رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها " . وكان بينه وبين وفاته من هذا الكلام خمس وثلاثون ليلة ، وقال : امسك يا معاذ وأحصر . قَالَ : فأخذتُ من أبي بَكْر ، فلما بلغ يزيد ، قَالَ : يزيد ، لا بارك الله فِي يزيد . ثُمَّ دمعت عيناهُ ، ثُمَّ قَالَ : نعي إلي حبيبي حسين وسخيلي ، وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وبدد جمعهم ، وسلط عليهم شرارهم ، وألبسهم شيعًا ، واهًا لفراج مُحَمَّد بْن خليفة مستخلف مترف بقتل خلفي ، وخلف الخلف . ثُمَّ قَالَ : خذ يا مُعَاويَة . فأخذتُ فلما بلغتُ عشرة ، قَالَ عُمَر : بارك الله فِي عُمَر ، خذ . فلما بلغت ، قَالَ : الوليد اسم فرعون هادم شرائع الْإسْلَام ، يؤيد بِهِ رَجُل من أهل بيته ، سل الله سيفه فلا غماد لَهُ ، واختلف الناس فلا اجتماع لهم ، إلا أن الحق مَعَ آل مُحَمَّد ويل للعرب من بعد العشرين ومائة ، من موت سريع وقتل ذريع ، كيف يقطع جائرها ويرث دنياها ملك آباءها يعني : عبيدها ، فعند هلاكهم سلط عليهم رَجُل من ولد الْعَبَّاس اسمه اسم نبي ، لا ينال من الأمر شيئًا يسيرًا ، برايته رَجُل من قحطان فِي أسنتها النصر وفي وسطها الغدر وفي أرجتها الكفر ، ويملكُ فيهم خمسة يدين لَهم البلاد وتنخاهم الأرض أفلاذ كبدها ، فإذا بنيت مدينتهم بين دجالين عظيمين عِنْدَ اقتراب من الأمر ، هنالك خسف خسفًا ورجفًا وأشار بيده قبل المشرق ، وعلامات تكون فِي السماء وأمور معضلات ، فإذا ملك الزنديق صاحب الرحم المنكوسة ، وأمات الدين وأحيا الباطل ، فيومئذ الأمر والنهي خير من الرباط والجهاد ، يملك ثمان تسع لا يتم عشرة أعوام ، يزعم أَنَّهُ مني وليس مني ، إنّما أوليائي منهم المتقون ، بقتله رَجُل من أهل بيته لَهُ ستة أصابع ، يقال لَهُ : أخوه وليس بابن أَبِيهِ ، فيفترقونَ عَلَى فرقتين فيقتتلون قتالاً شديدًا حتى يظفر عَلَى حتى يكون بينهم الربيح والمرابح ، يخرجون إلى قرية من قرى باطل ، يُقالُ لَهَا : عاقرقرفا عقرت أمتي واستأصلتهم ، فترجعُ رايتهم منهزمة من قبل الفرات ، ثُمَّ يخرج المشوه الملعون من شعب بيت المقدس ، يأتي القرية عاقر قرفا فيقتل منهم مائة ألف صاحب سيف محلى ، كلهم يزعم أَنَّهُ مني ، فرحم الله من آوى نساء بني هاشم يومئذ فإنهم جزء مني ، ثُمَّ يدخل مدينة الزوراء فكم من قتيل وقتيلة ، ثُمَّ يسير حتى ينتهي إلى وكر الشيطان الفريقان ، فيخرج إِلَيْهِ فتيان من مجالسهم عليهم رَجُل ، يُقال لَهُ : صالِح فتكون الدائرة عَلَى أهل الكوفة ، فكم من قتيل وقتيلة ومال منهوب وفرج يستحل ، ثُمَّ يخرج حتى يأتي المدينة فيقتل الرجال ويبقر النساء من بني هاشم ، فإذا حضر ذَلِكَ فعليكم بالشواهق وخلف الدروب وإنّما هُوَ حمل امْرَأَة ، ثُمَّ يقتل التميمي شعيب بْن صالِح سقى الله بلاد شعيب بالراية السوداء الهادية ، فيسير بنصر الله حتى يبايع المهدي بين الركن والمقام ، فيبعث الله السفياني فيقتله ويقتل كثيرًا ، وتلك غنيمة كلب ، ثُمَّ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا ، يملكهم تسع سنين ، ثُمَّ يخرج بنو الأصفر فيتحمل الناس إلى بيت المقدس ، فيأتي الله بأهل بيت النَّبِيّ أعوانًا وأنصارًا للمهدي ، فيرسلهم إلى الروم فيخرجونهم من الشام ثُمَّ يطلبونهم حتى يبلغوا القسطنطينية فيفتحها الله لَهم ، فيلحقهم الكذاب المسيح فيخرجون وعيسى عَلَيْهِ السَّلَامُ قد نزل ، والمهدي قد قبض ، فإذا قبض خارت الأرض خورة سمعها أهلُ المشرق وأهل المغرب ، ثُمَّ يسرى عَلَى القرآن فِي ليلة فينسخ من القلوب والمصاحف ، ثُمَّ تَخرج نارٌ من بحر عدن تسوق الناس سوقًا ، ثُمَّ تخرج الدابة فتجيء إلى الْإِنْسَان ، وهو فِي الصلاة وما يقرأ شيئًا يحسنه قد نسخ من قلبه ، فتكلمه : ما الصلاة من حاجتك ؟ ثُمَّ تطلعُ الشمس من مغربها فيبقى من لَيْسَ لله فِيهِ حاجة ، فيتغالطونَ فِي الطريق كما تغالط الكلاب ، فأفضلهم يومئذ ، من قَالَ : لو تنحيت عَن الطريق " . أَخْرَجَهُ الطبراني ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَبَّاس الرازي ، حَدَّثَنَا سليم بْن منصور بْن عمار ، حَدَّثَنَا أبي ، قالا : وَحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي يَحْيَى بْن خَالِد بْن حيان الرقي ، حدَّثَنِي عمرو بْن بَكْر بْن بكار القعنبي ، حَدَّثَنَا مجاشع بْن عمرو ، قَالا : حَدَّثَنَا ابن لهيعة ، بِهِ . فذكره إلى قوله : رَجُل من ولد الْعَبَّاس . والله أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
معاذ بْن جبل | معاذ بن جبل الأنصاري / توفي في :17 | صحابي |
عَبْد الله بْن عمرو | عبد الله بن عمرو السهمي / توفي في :63 | صحابي |
أبي قبيل | حيي بن هانئ المعافري | صدوق يهم |
ابن لهيعة | لهيعة بن عقبة الحضرمي / توفي في :100 | صدوق حسن الحديث |