تفسير

رقم الحديث : 1541

عَنْ معمر ، عَنْ قَتَادَةَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا خلاس بْن عَمْرو ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَغَفَرَ لَكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ ، فأدفعوا بِسْمِ اللَّهِ " . فَلَمَّا كَانَ بِجَمْعٍ ، قال : " إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِصَالِحِيكُمْ ، وَشَفَّعَ صَالِحِيكُمْ فِي طَالِحِيكُمْ ، تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ فَتَعَمُّهُمْ ، ثُمَّ تُفَرَّقُ الْمَغْفِرَةُ فِي الأَرْضِ ، فَتَقَعُ عَلَى كُلِّ تَائِبٍ مِمَّنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَيَدَهُ ، وَإِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ عَلَى جِبَالِ عَرَفَاتٍ يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِيهِمْ ، فَإِذَا نَزَلَتِ الْمَغْفِرَةُ دَعَا هُوَ وَجُنُودُهُ بِالْوَيْلِ وَقَالَ : كُنْتُ أَستغفر لهم حِينًا مِنَ الدَّهْرِ ، ثُمَّ جَاءَتِ الْمَغْفِرَةُ فَعَمَّتْهُمْ ، فَيَتَفَرَّقُونَ وَهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ " . لا يصح ، عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي دَاوُد لا يحتج بِهِ ، وعبد الرحيم بْن هَارُون متروك ، وبشار مجهول ، ويَحْيَى بْن عَنْبَسَة يضع ، وكنانة منكر الْحَدِيث جدًا ، وخلاس لَيْسَ بشيء والراوي عَنْ قَتَادَةَ مجهول . قُلْتُ : قَدْ تعقب الحافظ بْن حُجْر عَلِيّ بْن الجوزي في هذه الأحاديث في القول المسدد وألف في الرد عليه مؤلفاً سماه قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج ، قال فيه : حكم بن الجوزي عَلَى هَذَا الْحَدِيث بأنه مَوْضُوع بما ذكر مِنَ العلل التي فِي أسانيده مردود ، فَإِن الَّذِي ذكر لا ينتهض دليلا عَلَى كونه موضوعًا ، أما حديث الْعَبَّاس فقد اختلف قول ابْن حَبَّان فِي كنانة ، فَذَكَرَه فِي الثقات وذكره فِي الضعفاء ، وذُكِر ابْن منده ، أَنَّهُ قِيلَ : أن لَهُ رؤية مِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأما ولده عَبْد اللَّه بْن كنانة ففيه كلام ابْن حَبَّان أيضًا ، وكل ذَلِكَ لا يقضي الحكم عَلَى الْحَدِيث بالوضع ، بل غايته أن يكون ضعيفًا ويعتضد بكثرة طرقه . وأمّا حديث ابْن عُمَر ففيه : عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي دَاوُد وثّقه يَحْيَى ، والقطان ويَحْيَى بْن مَعِين ، وأَبُو حاتم الرَّازيّ ، والعِجْليّ والدارَقُطْنيّ . وقَالَ النَّسائيّ : لَيْسَ بِهِ بأس . وقَالَ أَحْمَد : كَانَ صالحًا ، وليس هُوَ فِي الثبت مثل غيره ، وتكلم فِيهِ جماعة منْ أجل الإرجاع . قَالَ القطان : لا يترك حديثه لرأي أخطأ فِيهِ ، ومن كَانَ هَذَا حاله لا يوصف حديثه بالوضع ، وأمّا بشار فلم أر للمتقدمين فِيهِ كلامًا ، وَقَدْ توبع ، وأمّا عَبْد الرحيم ، ويَحْيَى بْن عَنْبَسَة فِي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ فخرجهما ثَابِت لكن الاعتماد عَلَى غيرهما ، فكأن حديثهما لَمْ يكن ، وأما حديث عبادة فرجاله ثقات إثبات معرفون ، ولَيْسَ فِيهِ إلا الرجل المتهم ، ولا يستحق الْحَدِيث أن يُوسُف ، بالوضع بمجرد أن رواية لَمْ يسم ومعمر قَدْ سَمِع منْ قَتَادَةَ غير هَذَا ، ولكن هنا بين أَنَّهُ لَمْ يسمعه إلا بواسطة ، وأمّا كلامه فِي خلاس فمردود ، فَإنَّهُ مِمَّنْ أخرج لَهُ الْبُخَارِيّ ومُسْلِم ، وقَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن حنبل : ثقة ، وكذا قال : رَوَى عَنْ علي ، وأبي هُرَيْرَةَ فيمن صحفه ، ومن كَانَ هَذَا حاله لا يوصف حديثه بالوضع ، وحديث عَبَّاس بْن مرداس بمفرده يدخل فِي حد الْحَسَن عَلَى رأي التِّرمِذيّ ، ولا سيما بالنظر فِي مجموع طرقه ، وَقَدْ أخرج أبو دَاوُد فِي سننه طرقًا منه ، وسكت عليه ، فهو صالح عنده ، وأَخْرَجَهُ ابْن ماجه . حَدَّثَنَا أيوب بْن مُحَمَّد الهاشمي ، حَدَّثَنَا عَبْد القاهر بْن السري السُّلَميّ ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن كنانة بِهِ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الحافظ ضياء الدّين المقدسيّ فِي الأحاديث المختارة ، مما لَيْسَ فِي الصحيحين منْ طرق عَنْ عَبْد القاهر بْن السري ، وقَالَ البَيْهَقيّ : بعد أن أَخْرَجَهُ فِي شعب الْإِيمَان : هَذَا الْحَدِيث لَهُ شواهد كثيرة قَدْ ذكرناها فِي كتاب البعث ، فَإِن صح لشواهده ففيه الحجّة ، وإن لَمْ يصح فقد ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ سورة النساء آية 48 وظلم بعضهم بعضاً دون الشرك وَقَدْ جاء أيضًا منْ حديث أَنَس بْن مالك أَخْرَجَهُ أبو يَعْلَى ، وابن منيع فِي مسنديهما منْ طريق صالح المري عِنْد يَزِيد الرِّقاشي ، عَنْ أَنَس وصالح ، وشيخه ضعيفان ، وذكره الحافظ المُنْذريّ فِي الترغيب منْ رواية عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك ، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ ، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيّ ، عَنْ أَنَس ، فَإِن ثبت سنده إِلَى ابْن الْمُبَارَك ، فهو عَلَى شرط الصحيح ، وَقَدْ أخرج مسدَّد فِي مسنده لهذا الطريق شاهدًا منْ وجه مرسل ، رجاله ثقات ، لكنه لَيْسَ بتمامه ، وجاء أيضًا منْ حديث زَيْد جد عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن زَيْد ، أَخْرَجَهُ ابْن منده فِي كتاب الصحابة ، منْ طريق ابْن أَبِي فديك ، عَنْ صالح بْن عَبْد اللَّه بْن صالح .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

صحابي

خلاس بْن عَمْرو

ثقة

قَتَادَةَ

ثقة ثبت مشهور بالتدليس

أَنَس

صحابي

معمر

ثقة ثبت فاضل

Whoops, looks like something went wrong.