تفسير

رقم الحديث : 2293

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد القاسم العتكي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أشرس ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد الهَرَويّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن نجيح ، حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ، عَنْ ثَوْر بْن يَزِيد ، عَنْ خَالِد بْن مَعْدَان ، قَالَ : قُلْتُ لمعاذ بْن جبل حَدَّثَنِي حديثًا سَمِعْتُهُ منْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمّ حفظته ، فذكرته كُلّ يوم . قَالَ : نعم ، ثُمّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " وأنا رديفه ونحن نسير إذ رفع بصره إلى السماء ، فَقَالَ : الحمد للَّه الَّذِي يقضي فِي خلقه ما أحبّ ، يا مُعَاذ . قلت : لبيك يا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إمام الخير ، ونبي الرحمة ، قَالَ : أحدثك حديثًا ما حدث بِهِ نَبِيَّ أمته ، إن حفظته نفعك عيشك ، وإن سَمِعْتُهُ ولم تحفظه انقطعت حجتك عِنْد اللَّه عَزَّ وَجَلّ ، ثُمّ قَالَ : إن اللَّه خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات ، لكل سماء ملك قَدْ جللها تعظيمًا ، وَجَعَل عَلَى باب كُلّ سماء منهم بوابًا يكتب الحفظة عمل العبد لَهُ نور كنور الشمس حَتَّى إذا بلغ سماء الدُّنْيَا ، فيقول الملك البواب : اضرب بِهَذَا العمل وجه صاحبه ، وقل لا غفر اللَّه لك ، أَنَا ملك صاحب الغيبة ، مِنَ اغتاب النّاس لَمْ أدع عمله يتجاوزني إِلَى غيري ، ويلعنه حَتَّى يمشي ، ويقول : أمرني بِذَلِك ربي . ويصعد الملك بالعمل الصالح ، فيقول الملك الَّذِي فِي السماء الثانية : قف ، فاضرب بِهَذَا العمل وجه صاحبه ، وقل لا غفر اللَّه لك ، إنك أردت بِهَذَا العمل عرض الدُّنْيَا ، فأنا ملك صاحب عمل الدُّنْيَا ، لا أدع عمله أن يجاوزني إِلَى غيري ، أمرني بِذَلِك ربي ، ويلعنه حَتَّى يمشي ، ويصعد الملك بعمل العبد مبتهجًا بِهِ منْ صدقة أَوْ صلاة ، فتعجب الحفظة فتجاوزها إِلَى السماء الثالثة ، فيقول الملك : قف ، فاضرب بِهَذَا العمل وجه صاحبه ، وقل : لا غفر اللَّه لك ، أَنَا صاحب الكبر ، وَقَدْ أمرني ربي أن لا أدع عمل متكبر يجاوزني إِلَى غيري ، وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهو كَمَا يزهو النجم الَّذِي فِي السماء بتسبيح منْ صوم ، أَوْ حج ، فتمر بِهِ عَلَى ملك السماء الرابعة ، فيقول لَهُ : قف ، فاضرب بِهَذَا العمل وجه صاحبه ، وبطنه ، أَنَا ملك صاحب العجب ، وإن ربي أمرني أن لا أدعه يجاوزني إِلَى غيري ، فقل لَهُ : لا غفر اللَّه لك ، ويلعنه ثلاثة أيام ، وتصعد الحفظة بعمل العبد مَعَ الملائكة كالعروس المزفوفة إِلَى أهلها ، فتمر بِهِ عَلَى السماء الخامسة منْ عمل الجهاد ، والصلاة ، ولذلك العمل زئير كزئير الأسد عَلَيْه ضوء كضوء الشمس ، فيقول لَهُ الملك : قف أَنَا صاحب الحسد اضرب بِهَذَا العمل وجه صاحبه ، واحمله عَلَى عاتقه ، أيحسد منْ يتكلم فِيهِ ؟ أَوْ يعمل كعمله ؟ وَإِذَا رَأَى العبد فِي الْفَضْل ، والعمل ، والعبادة حسدهم ، ووقع فيهم ، ويحمله عَلَى عاتقه ، ويلعنه ما دام حيًا . وتصعد الحفظة بعمل العبد بوضوء تمام وقيام الليل ، وصلاة كثيرة ، فيمر عَلَى ملك السماء السابعة ، فيقول الملك : قف ، أَنَا صاحب العمل الَّذِي لغير اللَّه ، اضرب بِهَذَا العمل جوارحه ، واقفل عَلَى قلبه ، أَنَا ملك الحجاب أحجب كُلّ عمل لَيْسَ للَّه أراد بِهِ صاحبه غَيْر اللَّه ، وأراد بِهِ الذكر فِي المجالس ، والصيت فِي المدائن ، أمرني ربي أن لا أدعه يجاوزني إِلَى غيري ما لم يكن للَّه . وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجًا بِهِ منْ حسن خلق ، وسمت ، وذُكِر كثير ، وتشيعه الملائكة السبعة يُحْمِد عَلَيْه ، فيصعدون الحجب كلها حَتَّى يقومون بَيْنَ يدي الرب ، فيشهدون عَلَيْه بعمل خاص ، ودعاء . فيقول الرب عَزَّ وَجَلّ : أنتم الحفظة ، وأنا الرقيب عَلَى ما فِي نفسه ، إنَّه لَمْ يرد بعمله وجهي . فتقول الملائكة : عَلَيْه لعنتك ولعنتنا . فتقول أَهْل السماء : عَلَيْه لعنتك ولعنتنا . فبكي مُعَاذ بْن جبل ، قَالَ : قُلْتُ : يا رَسُول اللَّه ، ما الَّذِي أَعمل ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقتد بنبيك يا مُعَاذ فِي اليقين . قَالَ : قُلْتُ : يا رَسُول اللَّه ، أَنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأنا مُعَاذ بْن جبل . فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وإن كَانَ فِي عملك تقصير يا مُعَاذ اقطع لسانك عَنْ إخوانك ، ولا تزك نفسك بوضع إخوانك ، ولا تراء بعملك ، ولا تفحش فِي مجالسك لكي يحذروك لسوء خلقك ، ولا تتناج مَعَ رَجُل وعندك آخر ، ولا تعظم عَلَى الناس فينقطع عنك خيرات ، والآخرة ولا تمزق النّاس فتمزقك كلاب النار ، وذلك قول اللَّه فِي كتابه وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا سورة النازعات آية 2 ، تدري ما هُوَ ؟ قَالَ : كلاب النار تنشط اللحم والعظم . قلت : يا رَسُول اللَّهِ ، ومن يطيق هَذِهِ الخصال ؟ قَالَ : يا مُعَاذ ، إنَّه يسير عَلَى منْ يسره اللَّه تَعَالَى " . قَالَ ثَوْر : قَالَ خَالِد بْن مَعْدَان : وما رَأَيْت معاذًا يكثر منْ تلاوة القرآن ما يكثر هَذَا الْحَدِيث ، وَقَدْ رواه ابْن حَبَّان ، عَنْ عُمَر بْن سنان ، عَنِ القاسم بْن عَبْد اللَّه المكفوف ، عَنْ سلم الخواص ، عَنِ ابْن عُيَيْنة ، عَنْ ثَوْر .

الرواه :

الأسم الرتبة
لمعاذ بْن جبل

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.