تفسير

رقم الحديث : 233

وقال ابن السني : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الآدمي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن راشد ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عمرو السدوسي ، حَدَّثَنَا القاسم بْن مطيب العجلي ، عَن منصور بْن صفية بِنْت شيبة ، عَن أَبِي معبد ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَالْمَاءِ الْجَارِي " . قَالَ : وقال ابن عَبَّاس " ثلاث يُجلين البصر : النظر إلى الخضرة ، والماء الجاري ، والوجه الْحَسَن " . أَخْرَجَهُ ابن عدي ، وأبو نُعَيْم فِي الطب من وجه آخر ، عَن الْحَسَن السدوسي ، قَالَ العراقي فِي تَخريج الإحياء : إسنادهُ ضعيف انتهى . والقاسم بْن طيب فِيهِ كلام ، وروى لَهُ الْبُخَاريّ فِي الأدب ، قَالَ ابن حبان : كَانَ يُخطئ عَلَى قلة روايته . ومجموع هذه الطرق يرقي الحديث عَن درجة الوضع . ومما يقويه ما أَخْرَجَهُ ابن عدي ، والبيهقي فِي شعب الْإيِمَان ، عَن قتادة ، قَالَ : خرجنا مَعَ أنس إلى أرض ، يُقالُ لَهَا : الزاوية ، فقال حنظلة السدوسي : ما أحسن هذه الخضرة ! " فقَالَ أَنَسٌ : " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَحَبَّ الأَلْوَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُضْرَةُ " . وأخرج البزار ، وابن السني ، وأبو نُعَيْم من وجه آخر ، عَن قتادة ، عَن أنس ، قَالَ : " كَانَ أحبُ الألوان إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الخضرة " . وأخرج أَبُو نُعَيْم ، عَن عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُعْجِبُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْخُضْرَةِ " . وأخرج الترمذي ، عَن معاذ بْن جبل ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يستحبُ الصلاة فِي الحيطان " . قَالَ أَبُو داود يعني البساتين . وأخرج الْبُخَاريّ فِي الأدب ، عَن عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو إِلَى هَؤُلاءِ التِّلاعِ " . فهذه شواهد تجعل للحديث أصلاً . واعلم أَنَّهُ جرت عادة الحفاظ كالحاكم ، وابن حبان ، والعقيلي ، وغيرهم ، أنَّهم يحكمون عَلَى حديث بالبطلان من حيثية سند مخصوص ، لكون راويه اختلقَ ذَلِكَ السند لذلك المتن ، ويكون ذَلِكَ المتن معروفًا من وجه آخر ، ويذكرونَ ذَلِك فِي ترجمة ذَلِكَ الراوي يُخرجونه بِهِ ، فيغتر ابن الجوزي بذلك ، ويحكم عَلَى المتن بالوضع مطلقًا ، ويورده فِي كتاب الموضوعات ، وليس هذا بلائق ، وقد عابَ عَلَيْهِ الناس ذَلِكَ آخرهم الحافظ ابن حجر ، وهذا الوضع من ذَلِكَ ، وقد قَالَ الحاكم فِي ترجمة شيخه أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الثقفي الزكي : فعرض علي حديثًا عَنْهُ بإسناد مظلم ، عَن الحجاج بْن سمرة ، قَالَ : سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ ، رَفَعَهُ : " مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ " . فقلت : هَذَا بَاطِلٌ ، وإنَّما تقرب بِهِ إليك أَبُو بَكْر الشافعي لأنَّك من ولد الحجاج . انتهى ، ومعلومٌ أن هذا المتن صحيح من طريق أخرى ، وإنّما حكم عَلَيْهِ بالبطلان من حيثية هذا السند المخصوص الَّذِي اختلقه أَبُو بَكْر ، وكثيرًا ما نَجدهم يقولون : هذا الحديث بِهذا الإسناد باطل . أي وهو بغيره لَيْسَ بباطل ، فمثل هذا لا يذكر فِي كتب الجرح والتعديل فِي ترجمة الراوي الَّذِي يُراد جرحه ، وبقي من طرق هذا الحديث الَّذِي نَحْنُ فِيهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

أَبِي معبد

ثقة

القاسم بْن مطيب العجلي

ضعيف الحديث

الْحَسَن بْن عمرو السدوسي

صدوق حسن الحديث

إِبْرَاهِيم بْن راشد

صدوق حسن الحديث

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الآدمي

ثقة

ابن عَبَّاس

صحابي

ابن السني

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.