حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بشر الكاهلي ، حَدَّثَنَا أَبُو معشر ، عَن نافع ، عن ابن عمر ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فِي يَدِهِ عَصًا ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَقَالَ : نَغَمَةَ الْجِنِّ وَمِشْيَتَهُمْ ، مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ . قَالَ : وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلا أَبَوَانِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَكَمْ أَتَى لَكَ مِنَ الدَّهْرِ ؟ قَالَ : قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلا قَلِيلًا . قَالَ : عَلَى مَا ذَاكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ ابْنُ أَعْوَامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ وَآمُرُ بِالآكَامِ ، وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ الْعُمُرُ وَاللَّهِ ، عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ أَوِ الشَّابِّ الْمُتَلَوَّمِ . قَالَ : ذَرْنِي مِنَ التِّعْدَادِ ، إِنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي . وَقَالَ : لا جَرَمَ ، إِنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قُلْتُ : يَا نُوحُ ، إِنِّي مِمَّنْ شَرِكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ ، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ عِنْدَ رَبِّكَ ؟ قَالَ : يَا هَامَةُ ، هُمَّ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ ، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ إَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ بَالِغًا ذَنْبُهُ مَا بَلَغَ ، إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقُمْ فَتَوَضَّأْ ، وَاسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَتَيْنِ . قَالَ : فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعَتِي عَلَى مَا أُمِرْتُ بِهِ ، فَنَادَانِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ قَدْ أُنْزِلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ . فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدًا ، وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ حَتَّى بَكَى وأبكاني ، وكنت زورًا ليعقوب ، وَكُنْتُ مَعَ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الْمَكِينِ ، وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فِي الأَوْدِيَةِ ، وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ ، وَإِنِّي لَقِيتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ، فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَقَالَ : إِنْ أَنْتَ لَقِيتَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ ، فَأَقْرِئْهُ مِنْى السَّلامَ ، وإني لقيت عيسى ابن مريم فأقرئه من موسى السلام ، وَإِنَّ عِيسَى ، قَالَ : إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنَيْهِ فَبَكَى ، فَقَالَ : عَلَى عِيسَى السَّلامُ مَا دَامَتِ الدُّنْيَا ، وَعَلَيْكَ يَا هَامَةُ بِأَدَائِكَ الأَمَانَةَ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُ عَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ . فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُورَةَ الْمُرْسَلاتِ ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَقَالَ : ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَةُ ، وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا . فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْعِهِ إِلَيْنَا " . قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى البربري ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صالِح بْن النطاح ، حَدَّثَنَا أَبُو سلمة مُحَمَّد بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ ، حَدَّثَنَا مالك بْن دينار ، عَن أنس ، بِنَحْوِهِ . وكذا أورده العقيلي ، عَن مالك ، قَالَ : كنت مَعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خارجًا عَن جبال مكة ، إذا أقبل شيخٌ متوكئا عَلَى عكازة ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مشية جني ونغمته " ، فقال : أجل ، فقال : من أي الجن أنت ؟ قَالَ : أَنَا هامة بْن الهيم بْن لاقيس بْن إبليس . قَالَ : لا أرى بينك وبين إبليس إلا أبوين : قَالَ : أجل . قَالَ : كم أتى عليك ؟ قَالَ : أكملتُ عُمَر الدُّنْيَا إلا أقلها ، كنت ليالي قتل هابيل غلامًا ابن أعوام أمشي عَلَى الآكام وأصيد الهام ، وآمر بإفساد الطعام وأروش بين الناس ، وأغري بينهم . فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بئس عمل الشيخ المتوسم ، والفتى المتلوم . قَالَ : دعني من اللوم والهبل ، فقد جرت توبتي عَلَى يدي نوح ، وكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين ، فعاتبته فِي دعائه عَلَى قومه فبكى ، وأبكاني . وقال : إني من النادمين ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين . وكنتُ مَعَ إِبْرَاهِيم خليل الرَّحْمَن لَمّا ألقي فِي النار ، فكنتُ بينه وبين المنجنيق حتى أَخْرَجَهُ الله منه ، ولقيتُ مُوسَى بالمكان الأمين ، وكنتُ مَعَ عيسى ، فقال لي عيسى بْن مريم : إن لقيتَ محمدًا ، فأقرئه مني السلام . يا رسول الله ، قد بلغت وآمنت بك . فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى عيسى السلام ، وعليك يا هامة ، ما حاجتك ؟ فقال : مُوسَى علمني التوراة ، وعيسى علمني الإنجيل ، فعلمني القرآن . قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : فعلمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سود ، وقبض ولَم ينعه إلينا ولا أراهُ إلا حيًّا " . موضوع ، إِسْحَاق بْن بشر الكاهلي كذاب وضَّاع بالاتفاق ، وأبو سلمة يروي عَن الثقات ما لَيْسَ من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج بِهِ ، قَالَ العقيلي : وكلا الإسنادين غير ثابت ، وليس للحديث أصلٌ . قلت : وكذا ، قَالَ فِي الميزان : هُوَ باطل بالإسنادين . قَالَ : ولا أعلم لإسحاق الكاهلي أشنعَ من هذا الحديث ، وأحمل فِيهِ عَلَيْهِ ، مَعَ أن عَبْد العزيز بْن بحير أحد المتروكين ، قد رواهُ بطوله عَن أَبِي معشر . قَالَ : وهذا الحديث قد رواهُ البيهقي فِي الدلائل بإسناد أصلح من هذا ، فقال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن داود العلوي ، حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن حمدويه الْمَرْوَزِيّ ، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن حماد الأعلى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي معشر ، أخبرني أَبِي ، فذكره بطوله . قَالَ الحافظ ابن حجر فِي اللسان : إذا كَانَ مُحَمَّد بْن أَبِي معشر قد تابع الكاهلي ، فكيفَ يكون الحمل فِيهِ عَلَى الكاهلي ؟ فالحملُ فِيهِ حينئذ عَلَى أَبِي معشر . انتهى . وقد قَالَ البيهقي عقب إخراجه أَبُو معشر : روى عَنْهُ الكبار إلا أن أهل الحديث ضعفوه . قَالَ : وقد روي من وجه آخر هذا أقوى منه . انتهى . وله طريقٌ آخر ، عَن عُمَر ، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الدلائل ، من طريق عطاء الخراساني ، عَن ابن عَبَّاس ، عَن عُمَر ، وحديث أنس أَخْرَجَهُ عَبْد الله بْن أَحْمَد فِي زيادات الزهد ، والشيرازي فِي الألقاب ، وابن مردويه فِي التفسير ، كلهم من طريق أَبِي سلمة الْأنْصَارِيّ ، وله طريق آخر لَيْسَ فِيهِ أَبُو سلمة ، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الدلائل ، من طريق زيد بْن أَبِي الزرقاء الْمَوْصِليّ ، عَن عيسى بْن طهمان ، عَن أنس . وقال الحافظ ابن حجر فِي الإصابة : أَخْرَجَهُ المستغفري فِي الصحابة ، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم المنجنيقي ، من طريق أَبِي محيصن الحكم بْن عمار ، عَن الزُّهْرِيّ ، عَن سَعِيد بْن المسيب ، قَالَ : قَالَ عُمَر : فذكره مطولاً . قَالَ : وله طريق آخر ، من رواية عَبْد الحميد بْن عُمَر الجندي ، عَن شبل بْن الحجاج ، عَن طاوس ، عَن ابن عَبَّاس ، عَن عُمَر بطوله . وأخرجه الفاكهي فِي كتاب مكة ، من طريق عزيز الجريجي ، عَن ابن جريج ، عَن عطاء ، عَن ابن عَبَّاس ، قَالَ : كَانَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فِي دار الأرقم مختفيًا فِي أربعين رجلاً ، وبضع عشرة امْرَأَة ، إذ دق الباب ، فقال : افتحوا فإنها لمعة شيطان . ففتح لَهُ فدخل رجلٌ قصير ، فقال : السلامُ عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال : وعليك السلام ورحمة الله ، من أنت ؟ قَالَ : أَنَا هامة بْن الهيم بْن لاقيس بْن إبليس " فذكره نحوه . وفي كتاب السنن لأبي عَلِيّ بْن الأشعث أحد المتروكين ، من حديث عَائِشَة ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إن هامة بْن هيم بْن لاقيس فِي الجنة " . انتهى . وقال ابن عساكر فِي تاريخه : نقلت من خط تَمَّام بن مُحَمَّد ، أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحَسَن ، عَن علام الحوراني الحافظ ، أَنْبَأنَا أَبُو عروبة ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن وهب ، حدثنا أصبغ بْن عثمان البابلتي ، حَدَّثَنَا عبد بْن عَبْد القدوس الدمشقي ، عَن أنس بْن أَبِي الليث ، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " كَانَ فِي بعض جبال مكة أتاهُ شيخ ، فذكر حديث هامة بْن الهيم " ، كذا قَالَ ، والله أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابن عَبَّاس | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عُمَر | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أنس | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
ابن عمر | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
عُمَر | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أنس | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
إِسْحَاق بْن بشر الكاهلي | إسحاق بن بشر الكاهلي | يضع الحديث |