حَدَّثَنَا النعمان بْن بكرون البلدي ، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المؤمل ، وعبد الملك بْن مُحَمَّد ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله أَبُو جَعْفَر المكتب ، أَنْبَأنَا عَبْد الرزاق ، أَنْبَأنَا سُفْيَان ، عَن عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن بهما ، سَمِعْتُ جَابِر بْن عَبْد الله ، قَالَ : سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : " هَذَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ ، وَقَاتِلُ الْفَجَرَةِ ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ ، يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ ، أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا ، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ " . تابعه أَحْمَد بْن طاهر بْن حرملة بْن يحيا الْمَصْرِيّ ، عَن عَبْد الرزاق ، لا يَصِحُّ ، ولا أصل لَهُ . قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : حديث علي رَوَاهُ سويد بْن غفلة ، عن الصنابحي فلم يسنده وهو مضطرب ، وسلمة لَمْ يسمع من الصنابحي ، والرومي لا يجوز الاحتجاج بِهِ ، وكذا عَبْد الحميد ، وَمُحَمَّد بْن قيس مجهول ، وطريق الْحَسَن ، عَن علي فِيهِ مجاهيل ، وجعفر البغدادي متهم بسرقة هذا الحديث رجاء أيضًا ، وعمر بْن إِسْمَاعِيل ، وأبو الصلت كذابان ، وأبو الصلت هُوَ الَّذِي وضعه عَلَى أبي مُعَاويَة وسرقه منه جماعة ، وَأَحْمَد بْن سلمة يُحدِّث عَن الثقات بالأباطيل ، وسعيد بْن عقبة مجهول غير ثقة ، والعدي وضَّاع ، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن يوسف لا يَجوز الاحتجاج بِهِ يسرق ويقلب ، والحسن بْن عثمان يضعُ ، والمكتب وابن طاهر كذابان . قَالَ ابن عدي : الحديث موضوع ، يُعرف بأبي الصلت ، ومن حَدَّث بِهِ سرقه منه ، وإن قلب إسناده . وسئل أَحْمَد بْن حنبل ، عَن هذا الحديث ، فقال : قبح الله أَبَا الصلت . قلت : حديث علي أَخْرَجَهُ الترمذي . وحديث ابن عَبَّاس أَخْرَجَهُ الحاكم فِي المستدرك ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم الْهَرَويّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الصلت عَبْد السلام بْن صالِح ، بِهِ . وقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَميم القنطري ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الضريس ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَة ، بِهِ . قَالَ الْحُسَيْن بْن فهم وحدثناهُ أَبُو الصلت الْهَرَويّ ، عَن أبي مُعَاويَة . قَالَ الحاكم : الْحُسَيْن بْن فهم ثقة مأمون حافظ ، وأبو الصلت ثقة مأمون ، وهذا حديث صحيح الإسناد ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس ، يَقُولُ : سمعتُ بْن مُحَمَّد الدوري ، يَقُولُ : سألتُ ابن معين عَن أَبَا الصلت ، فقال : ثقة . فقلتُ : أليس قد حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة " أَنَا مدينة العلم " . فقال : قد حَدَّث بِهِ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، وهو ثقة . قَالَ : وسمعتُ أَحْمَد بْن سهل إمام أهل عصره ببخارى ، يَقُولُ : سمعتُ صالح بْن مُحَمَّد بْن حبيب الحافظ ، يَقُولُ : وسئل عَن أبي الصلت ، فقال : دخل يَحْيَى بْن معين ، ونحنُ معه عَلَيْهِ فلمّا خرج ، قلت لَهُ : ما تَقُولُ فِيهِ ؟ فقال : هُوَ صدوق . قلت : إنه يروي حديث ، " أَنَا مدينة العلم " ، فقال : قد رواهُ ذاك الفيدي ، كما رَوَاهُ أَبُو الصلت . انتهى ما فِي المستدرك . وفي تاريخ الخطيب ، قَالَ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مالك : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت الْهَرَويّ ، فقال : ثقة صدوق ، إلا أَنَّهُ يتشيع . وقال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت ، فقال : قد سمع وما عرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش ، عَن مجاهد ، عَن ابن عَبَّاس . قَالَ : ما سمعتُ بِهِ قط ، وما بلغني إلا عَنْهُ . وقال عَبْد الخالق بْن منصور : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت . فقال : ما أعرفه . قلتُ : إنه يروي حديث " أَنَا مدينة العلم " . فقال : ما هذا الحديث بشيء . قَالَ الخطيب : أحسبُ عَبْد الخالق سألَ يَحْيَى عَن حال أبي الصلت قديمًا ، ولَمْ يكن يَحْيَى إذ ذاك يعرفه ، ثُمَّ عرفه بعد فأجاب إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الجنيد عَن حاله . قَالَ الخطيب : وأمّا حديث الأعمش فإن أَبَا الصلت كَانَ يرويه عَن أبي مُعَاويَة وعنه ، فأنكره أَحْمَد بْن حنبل ، ويحيى بْن معين من حديث أبي مُعَاويَة ، ثُمَّ بَحث يَحْيَى عَنْهُ فوجد غير أبي الصلت قد رَوَاهُ ، عَن أبي مُعَاويَة . قَالَ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن الأنباري : سألتُ يَحْيَى عَن هذا الحديث ، فقال : هُوَ صحيح . وقال الخطيب : أراد أَنَّهُ صحيح من حديث أبي مُعَاويَة وليس بباطل ، إذ قد رَوَاهُ غير واحد عَنْهُ . قَالَ عَبَّاس الدوري سمعتُ يَحْيَى بْن معين يوثق أَبَا الصلت عَبْد السلام بْن صالح ، فقلتُ لَهُ : إنه حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة ، عَن الأعمش ، " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " . فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟ أليس قد حَدَّث بِهِ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، عَن أبي مُعَاويَة ، وقال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن محرز : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت عَبْد السلام بْن صالِح الْهَرَويّ ، فقال : لَيْسَ مِمَّن يكذبُ . فقيل لَهُ : فِي حديث أبي مُعَاويَة ، أنا مدينة العلم ، فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني بن نمير ، قال : حدث به أبي معاوية قديمًا ، ثُمَّ كف عَنْهُ ، وكان أَبُو الصلت رجلاً موسرًا يطلبُ هذه الأحاديث ويكرمُ المشايخ ، فكانوا يحدثونه بِهَا . وقال عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي : سألتُ أَبَا علي صالِح بْن مُحَمَّد ، عَن أبي الصلت الْهَرَويّ ، فقال : رأيتُ يَحْيَى بْن معين يُحسن القول فِيهِ ، ورأيته سُئِلَ عَن الحديث الَّذِي رُوِيَ عَن أبي مُعَاويَة " أَنَا مدينة العلم وعلي بابها " . فقال : رواهُ أيضًا الفيدي . قلتُ : ما اسمه ؟ قَالَ : مُحَمَّد بْن جَعْفَر . انتهى ما فِي تاريخ الخطيب . وقال الحافظ صلاح الدين العلائي : ومن خطه نقلت فِي أجوبته عَن الأحاديث التي تعقبها السراج القزويني عَلَى مصابيح البغوي ، وادعى أنّها موضوعة حديث " أَنَا مدينة العلم وعلي بابها " قد ذكره أَبُو الفرج فِي الموضوعات من طرق عدة ، وجزم ببطلان الكل . وكذلك قَالَ بعده جماعة منهم الذهبي فِي الميزان وغيره ، والمشهور بِهِ رواية أبي الصلت عَبْد السلام بْن صالِح الْهَرَويّ ، عَن أبي مُعَاويَة ، عَن الأعمش ، عَن مجاهد ، عَن ابن عَبَّاس ، مرفوعًا ، وعبد السلام هذا تكلموا فِيهِ كثيرًا . قَالَ النسائي : لَيْسَ بثقة . وقال الدَّارَقُطْنِيّ ، وابن عدي : متهم . زاد الدَّارَقُطْنِيّ : رافضي . وقال أَبُو حاتِم : لَمْ يَكُنْ عنده بصدوق . وصوب أَبُو زرعة عَلَى حديثه ، ومع ذَلِكَ فقد قَالَ الحاكم : حَدَّثَنَا الأصم ، حَدَّثَنَا عَبَّاس يعني : الدوري ، قَالَ : سألتُ يَحْيَى بْن معين ، عَن أبي الصلت ، فقال : ثقة . فقلتُ : أليس قد حَدَّث عَن أبي مُعَاويَة حديث " أنا مدينة العلم " فقال : قد حدث محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة ، عن أبي معاوية ، وكذلك روى صالِح جزرة أيضًا عَن ابن معين ، ثُمَّ ساقه الحاكم ، من طريق مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الضريس ، وهو ثقة حافظ ، عَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفيدي ، عَن أبي مُعَاويَة ، قَالَ العلائي : فقد برئ أَبُو الصلت عَبْد السلام من عهدته ، وأبو مُعَاويَة ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفاظهم المتفق عليهم ، وقد تفرد بِهِ عَن الأعمش ، فقال : ماذا وأي استحالة فِي أن يَقُولُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل هذا فِي حق علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، ولَمْ يأت كل من تكلم فِي هذا الحديث وجزم وضعه بِجواب عَن هذه الروايات الصحيحة ، عَن ابن معين ، ومع ذَلِكَ فله شاهد رواهُ الترمذي فِي جامعه ، عَن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الفزاري ، عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الرومي ، عَن شريك بْن عَبْد الله ، عَن سلمة بْن كهيل ، عَن سويد بْن غفلة ، عَن أبي عَبْد الله الصنابحي ، عَن علي ، مرفوعًا : " أَنَا دار الحكمة ، وعلي بابها " . ورواهُ أَبُو مُسْلِم الكجي ، وغيره ، عَن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الرومي ، وهو ممن روى عَنْهُ الْبُخَاريّ فِي غير الصحيح ، وقد وثقه ابن حبان ، وضعفه أَبُو داود . وقال أَبُو زرعة : فِيهِ لين . وقال الترمذي بعد إخراج الحديث : هذا حديث غريب . وقد روى بعضهم هذا عَن شريك ، ولَمْ يذكر فِيهِ الصنابحي ، ولا نعرفُ هذا عَن أحدٍ عَن الثقات غير شريك . النخعي القاضي برئ مُحَمَّد بْن الرومي من التفرد بِهِ ، وشريك هُوَ ابن عَبْد الله النخعي القاضي احتج بِهِ مُسْلِم ، وعلق لَهُ الْبُخَاريّ ، ووثقه يَحْيَى بْن معين . وقال العجلي : ثقة حسن الحديث . وقال عيسى بْن يونس : ما رأيتُ أحدًا قط أورع فِي علمه من شريك . فعلى هذا يكون تفرده حسنًا ، فكيف إذا انضم إلى حديث أبي مُعَاويَة ، ولا يرد عَلَيْهِ رواية من أسقطَ منه الصنابحي ، لأن سويد بْن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة وسمع منهم ، وذكر الصنابحي فِيهِ من المزيد فِي متصل الأسانيد ، ولَمْ يأت أَبُو الفرج ولا غيره بلة قادحة فِي حديث شريك سوى دعوى الوضع دفعًا بالصدر . انتهى كلام الحافظ علاء الدين العلائي . وسئل شيخ الْإسْلَام أَبُو الفضل بْن حجر عَن هذا الحديث فِي فتيا ، فقال : هذا الحديث أَخْرَجَهُ الحاكم فِي المستدرك ، وقال : إنه صحيح . وخالفه أَبُو الفرج بْن الجوزي ، فذكره فِي الموضوعات ، وقال : إنه كذب . والصواب خلاف قولِهما معًا ، وإن الحديث من قسم الْحَسَن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحطُ إلى الكذب ، وبيانُ ذَلِكَ يستدعي طولاً ، ولكن هذا هُوَ المعتمد فِي ذَلِكَ . انتهى . ومن خطه نقلتُ ، وذكر فِي أجوبته عَن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني عَلَى المصابيح نحو ذَلِكَ ، وزاد أن الحاكم روى لَهُ شاهدًا ، من حديث جَابِر ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي الفقيه الشاشي القفال ، حدَّثَنِي النعمان بْن هارون البلدي ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد الحراني ، حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق ، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري ، عَن عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التمي ، عَن جَابِر ، مرفوعًا ، بِهِ . وقال فِي لسان الميزان عقب إيراد الذهبي رواية جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَن أبي مُعَاويَة ، وقوله : هذا موضوع . ما نصه : وهذا الحديث لَهُ طرق كثيرة فِي مستدرك الحاكم ، أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عَلَيْهِ بالوضع . انتهى . وبقي للحديث طرق .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِر بْن عَبْد الله | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
عَبْد الله بْن عثمان بْن خيثم | عبد الله بن وهب القرشي / توفي في :63 | ثقة |
جَابِر | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
أَحْمَد بْن عَبْد الله أَبُو جَعْفَر المكتب | أحمد بن عبد الله الهشيمي | متهم بالوضع |
وعبد الملك بْن مُحَمَّد | عبد الملك بن محمد الرقاشي / ولد في :190 / توفي في :276 | صدوق حسن الحديث |
علي | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |