أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي ، أنبانا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الفقيه ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عُبَيْد الله بْن لؤلؤ الساجي ، أَنْبَأنَا عمرو بْن واصل بالبصرة ، حَدَّثَنَا سهل بْن عَبْد الله ، أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن سوار خالي ، حَدَّثَنَا مالك بْن دينار ، حَدَّثَنَا الْحَسَن الْبَصْرِيّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : الْمُتَفَرِّسُونَ فِي النَّاسِ أَرْبَعَةٌ : امْرَأَتَانِ وَرَجُلانِ ، فَأَمَّا الْمَرْأَةُ الأُولَى : فَصَقْرُ ابْنَةُ شُعَيْبٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُوسَى ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ سورة القصص آية 26 الآيَةَ . وَالرَّجُلُ الأَوَّلُ : الْعَزِيزُ عَلَى عَهْدِ يُوسُفَ ، وَالْقَوْمُ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ الثَّانِيَةُ : فَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالرَّجُلُ الآخَرُ : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : إِنِّي تَفَرَّسْتُ أَنْ أَجْعَلَ الأَمْرَ بَعْدِي إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . فَقُلْتُ لَهُ : إِنْ تَجْعَلْهَا فِي غَيْرِهِ لا نَرْضَى بِهِ . فَقَالَ : سَرَرْتَنِي وَاللَّهِ لأَسُرَّنَّكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " عَلَى الصِّرَاطِ عَقَبَةٌ لا يَجُوزُهَا أَحَدٌ إِلا بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " . فَقَالَ عَلِيٌّ : أَوَلا أَسُرُّكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ لِي : " يَا عَلِيُّ ، لا تَكْتُبْ جَوَازًا لِمَنْ سَبَّ أَبَا بِكْرٍ وَعُمَرَ ، فَإِنَّهُمَا سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ " .