ما يروى عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 1014

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، نا أَبِي , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ , قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ لِي : " أَتَدْرِي قَوْلَ النَّجَاشِيِّ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي رِشْوَةً عَلَى دِينِي ؟ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : كَانَ ابْنَ مَلِكِ قَوْمِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ , وَكَانَ لَهُ أَخٌ لَهُ اثْنَا عَشَرَ ذَكَرًا ، فَقَالَتْ الْحَبَشَةُ : هَذَا بَيْتُ مَمْلَكَتِكُمْ , وَإِنَّمَا لِمَلِكِكُمْ وَلَدٌ وَاحِدٌ , فَنَخْشَى أَنْ يَهْلَكَ فَتَخْتَلِفَ الْحَبَشَةُ بَعْدَهُ حَتَّى تَفْنَى , فَهَلْ لَكُمْ أَنْ نَقْتُلَهُ وَنُمَلِّكَ أَخَاهُ ، فَأَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ , فَعَدَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَمَلَّكُوا أَخَاهُ , وَكَانَ النَّجَاشِيُّ ذَا رَأْيٍ وَدَهَاءٍ , وَلَمْ يَكُنْ عَمُّهُ يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَهُ , فَلَمَّا رَأَتِ الْحَبَشَةُ ، قَالُوا : وَاللَّهِ لَيَسْتَبِدَنَّ هَذَا الْغُلامُ أَمْرَكُمْ وَلَئِنْ فَعَلَ لا يَبْقَى مِنْكُمْ شَرِيفٌ إِلا ضَرَبَ عُنُقَهُ , فَإِنَّهُ قَدْ عَرَفَ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ أَبِيهِ الَّذِينَ قَتَلُوهُ , فَقَالُوا لِعَمِّهِ : إِنَّا نَرَى مَكَانَ هَذَا الْغُلامِ وَطَاعَتَكَ إِيَّاهُ , وَإِنَّا قَدْ خِفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا فَإِمَّا أَنْ تَقْتُلَهُ وَإِمَّا أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ بِلادِنَا ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ قَتَلْنَا أَبَاهُ بِالأَمْسِ وَنَقْتُلُهُ الْيَوْمَ , أَمَّا قَتْلُهُ فَلَسْتَ بِقَاتِلِهِ وَلَكِنِّي سَوْفَ أُخْرِجُهُ مِنْ بِلادِكُمْ ، فَأَمَرَ بِهِ فَوَقَفَ فِي السُّوقِ فَاشْتَرَاهُ تَاجِرٌ مِنَ التُّجَارِ بِسِتِّ مِائَةِ دِرْهَمٍ , فَدَفَعَ إِلَيْهِ بِالْمَالِ وَانْطَلَقَ بِالْغُلامِ مَعَهُمْ , فَلَمَّا كَانَتِ الْعَشِيَّةُ هَاجَتْ سَحَابَةٌ مِنْ سَحَابِ الْخَرِيفِ , فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا , فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ , فَفَزَعُوا إِلَى بَنِيهِ فَإِذَا لَيْسَ فِي أَحَدٍ مِنْهُمْ خَيْرٌ , فَقَالَتْ الْحَبَشَةُ : تَعْلَمُنَّ وَاللَّهِ أَنَّ مُلْكَكُمْ لِلْغُلامِ الَّذِي بِعْتُمْ فِي صَدْرِ يَوْمِكُمْ , وَلَئِنْ فَاتَكُمْ ليُفْسِدَنَّ أَمْرَكُمْ , فَأَدْرَكُوهُ فَطَلَبُوهُ فَرَدُّوهُ , وَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ التَّاجَ فَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ وَبَايَعُوهُ , فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ قَالَ لَهُمُ التَّاجِرُ : رُدُّوا عَلَيَّ مَالِي , أَوْ أَسْلِمُوا إِلَيَّ الْغُلامَ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ لا نُعْطِيكَ شَيْئًا , قَدْ عَرَفْتَ مَكَانَ صَاحِبِكَ فَأَنْتَ وَذَاكَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لأُكَلِّمَنَّهُ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ , فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , ابْتَعْتُ غُلامًا عَلانِيَةً غَيْرَ سِرٍّ بِسُوقٍ مِنَ الأَسْوَاقِ , فَأَعْطَيْتُهُمُ الثَّمَنَ وَسَلَّمُوا إِلَيَّ الْغُلامَ , ثُمَّ عُدِيَ عَلَيَّ فَانْتُزِعَ غُلامِي مِنِّي وَأُمْسِكَ عَنِّي مَالِي , فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ؟ فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ , فَقَالَ : لتُعْطِيُنَّهُ مَالَهُ , أَوْ لَتُسَلِّمُنَّ الْغُلامَ فِي يَدِهِ لِيَذْهَبَنَّ مَعَهُ ، فَقَالُوا : نُعْطِيهِ مَالَهُ ، فَذَاكَ أَوَّلُ مَا عُرِفَ مِنْ صِدْقِهِ وَعَدْلِهِ وَصَلابِتِهِ فِي الْحُكْمِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي رِشْوَةً حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي , وَلا أَطَاعَ النَّاسَ فَأُطْيعُهُمْ فِيهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.