أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، نا يَزِيدُ بْنُ بَابَنُوسَ ، قَالَ : ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبِي إِلَى عَائِشَةَ ، فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَتْ لَنَا ، وَأَلْقَتْ لَنَا وِسَادَةً ، فَقَالَ لَهَا صَاحِبِي : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَقُولِينَ فِي الْعَرَاكِ ؟ قَالَتْ : وَمَا الْعَرَاكُ ؟ فَضَرَبْتُ مَنْكِبَ صَاحِبِي ، فَقُلْتُ : مَهْ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَهْ ، آذَيتَ أَخَاكَ الْمَحِيضُ ، قُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْمَحِيضِ " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَالُ مِنْ رَأْسِي ، وَبَينِي وَبَينَهُ ثَوْبٌ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِبَابِي أَلْقَى إِلَيَّ الْكَلِمَةَ ، يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا ، فَأَتَى عَلَيَّ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا ، فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ : ضَعِي لِيَ الْوِسَادَةَ بِالْبَابِ ، وَعَصَبْتُ رَأْسِيَ ، فَقَعَدْتُ عَلَى الْبَابِ ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ قُلْتُ : أَشْتَكِي رَأْسِي ، فَقَالَ : بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا ، حَتَّى أُتِيَ بِهِ مَحْمُولا فِي كِسَاءٍ ، حَتَّى وُضِعَ فِي بَيْتِي ، فَبَعُثْتُ إِلَى النِّسْوَةِ فَاجْتَمَعْنَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي اشْتَكَيْتُ وَلا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بَيْنَكُنَّ ، فَإِنْ رَأَيْتُنَّ أَنْ تَأْذَنَّ لِي فَأَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَفَعَلْنَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَبَيْنَمَا رَأْسُهُ عَلَى مَنْكِبِي ، إِذْ قَالَ بِرَأْسِهِ نَحْوَ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ مِنْ رَأْسِي شَيْئًا ، فَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطَيْفَةٌ بَارِدَةٌ ، فَوَقَعَتْ عَلَى ثَغْرَةِ نَحْرِي ، فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِي ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَسَجَّيْتُهُ ثَوبًا ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَأَذِنْتُ لَهُمَا وَاجْتَذَبْتُ الْحِجَابَ إِلَيَّ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَاغَشْيَتَاهُ ، مَا أَشَدَّ مَا غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنَ الْبَابِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ : مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عُمَرُ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : كَذِبْتَ وَاللَّهِ ، مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ الْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَرَفَعَ الْحِجَابَ فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ، فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ ، وَقَالَ : وَانَبِيَّاهُ ، ثُمَّ أَدْنَى رَأْسَهُ مِنْ جَبْهَتِهِ يُقَرِّبُهُ إِلَى فِيهِ ، فَقَبَّلَهُ ، وَقَالَ : وَاصَفِّيَاهُ ، ثُمَّ أَدْنَى رَأْسَهُ وَحَدَّدَ فَاهُ ، فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ ، وَقَالَ : وَاخَلِيلاهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ ، قَالَ : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ سورة الزمر آية 30 ، وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ سورة الأنبياء آية 34 ، وَقَرَأَ : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ إِلَى قَوْلِهِ : الشَّاكِرِينَ سورة آل عمران آية 144 ، مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ، فَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَأَيُّهَا النَّاسُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ فَبَايَعَهُ النَّاسُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةُ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
يَزِيدُ بْنُ بَابَنُوسَ | يزيد بن بابنوس البصري | مقبول |
أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ | عبد الملك بن حبيب الأسدي / توفي في :128 | ثقة |
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
النَّضْرُ | النضر بن شميل المازني / ولد في :123 / توفي في :203 | ثقة ثبت |