قَالَ : وَمِنْ هَذَا ، أَيْ وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ ، حَدِيثُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ ، وَقَالَ : " مَا أَرَى لَوْ تَرَكْتُمُوهُ ، لَا يَضُرُّهُ شَيْئًا " ، فَتَرَكُوهُ فَجَاءَ شِيصًا ، فَقَالَ : " أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِدُنْيَاكُمْ " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ . وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ سورة الأنعام آية 50 وَقَالَ : وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ سورة الأعراف آية 188 ، وَلَمَّا جَرَى لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ مَا جَرَى ، وَرَمَاهَا أَهْلُ الْإِفْكِ ، لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْيُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِبَرَاءَتِهَا ، وَعِنْدَ هَؤُلَاءِ الْغُلَاةِ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَعْلَمُ الْحَالَ وَأَنَّهُ غَيَّرَهَا بِلَا رَيْبَ ، وَاسْتَشَارَ النَّاسَ فِي فِرَاقِهَا وَدَعَا رِيحَانَتَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ الْحَالَ ، وَقَالَ لَهَا : " إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ " وَهُوَ يَعْلَمُ عِلْمًا يَقِينًا أَنَّهَا لَمْ تُلِمَّ بِذَنْبٍ ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْحَامِلَ لِهَؤُلَاءِ عَلَى الْغُلُوِّ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ يُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ! وَكُلَّمَا غَلَوْا فِيهِ كَانُوا أَقْرَبَ إِلَيْهِ وَأَخَصَّ بِهِ ، فَهُمْ أَعْصَى النَّاسِ لِأَمْرِهِ ، وَأَشَدُّهُمْ مُخَالَفَةً لِسَنَّتِهِ ، وَهُؤَلَاءِ فِيهِمْ شَبَهٌ ظَاهِرٌ مِنَ النَّصَارَى ، الَّذِينَ غَلَوْا فِي الْمَسِيحِ أَعْظَمَ الْغُلُوِّ ، وَخَالَفُوا شَرْعَهُ وَدِينَهِ أَعْظَمَ الْمُخَالَفَةِ ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ يُصَدِّقُونَ بِالْأَحَادِيثِ الْمَكْذُوبَةِ الصَّرِيحَةِ ، وَيُحَرِّفُونَ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ ، وَاللَّهُ وَلِيُّ دِينِهِ فَيُقِيمُ مَنْ يَقُومُ لَهُ بِحَقِّ النَّصِيحَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |