حَدِيثُ : " خِيَرَةُ اللَّهِ لِلْعَبْدِ خَيْرٌ مِنْ خِيَرَتِهِ لِنَفْسِهِ " ، لَمْ يُعْرَفْ لَهُ أَصْلٌ فِي مَبْنَاهُ ، وَإِنْ صَحَّ مَعْنَاهُ كَمَا يُسْتَفَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ سورة البقرة آية 216 ، وَمِنْ هُنَا وَرَدَ الْأَمْرُ بِالِاسْتِخَارَةِ صَلَاةً وَدُعَاءً ، وَقَدْ وَرَدَ : " مَا خَابَ مَنِ اسْتَخَارَ ، وَمَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ " وَثَبَتَ فِي الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي وَلَا تَكِلْنِي إِلَى اخْتِيَارِي " ، وَهَذَا أَصْلُ مَا اشْتُهِرَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَامَّةِ : الْخَيْرُ فِيمَا اخْتَارَهُ اللَّهُ بَلِ التَّحْقِيقُ عِنْدَ الْمَشَايِخِ الْأَخْيَارِ : أَنْ لَيْسَ لِلْعَبْدِ حَقْيِقَةُ الِاخْتِيَارِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سورة القصص آية 68 ، وَعَنِ السَّيِّدِ أَبِي الْحَسَنِ الشَّاذِلِيِّ : لَا نَخْتَارُ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ أَنْ تَخْتَارَ ، فَاخْتَرْ أَنْ لَا تَخْتَارَ ، فَإِنَّ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ سورة القصص آية 68 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |