حَدِيثُ : " زَامِرُ الْحَيِّ لَا يُطْرَبُ " ، لَيْسَ بِحَدِيثٍ ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ فِي الْغَالِبِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُغَنِّيَ فِي قَصَبَةٍ مِنْ كَثْرَةِ مَا طُرِقَ فِي سَمْعِهِ لَا يَبْقَى لَهُ تَأْثِيرٌ فِي قَلْبِهِ ، كَفَرَسِ الطَّبَّالِ فِي حَالِ نُقْرِهِ ، حَيْثُ لَا يَتَغَيَّرُ عَنْ أَمْرِهِ ، وَمِنْ هُنَا إِنَّ الْأَكَابِرَ مِنَ الصُّوِفِّيَةِ لَمْ يُؤْثِرِ السَّمَاعَ لَهُمْ فِي الظَّاهِرِ ، وَإِنْ كَانَ لَا يَخْلُو عَنْ تَأْثِيرٍ فِي الطَّوِيَّةِ ، فَقَدْ قِيلَ لِلْجُنَيْدِ : كَيْفَ تَرَكْتَ الْوَجْدَ فِي النِّهَايَةِ بَعْدَ مَا ارْتَكَبْتَهُ فِي الْبِدَايَةِ ؟ فَقَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى : وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ سورة النمل آية 88 وَلَمَّا رَأَى الصِّدِّيقُ مُؤْمِنًا يَبْكِي فِي أَوَائِلِ أَمْرِهِ ، قَالَ : كُنَّا هَكَذَا فَقَسَتْ قُلُوبُنَا ، أَيْ قَوِيَتْ وَاشْتَدَّتْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |