حَدِيثُ : " مَنْ أَحَبَّكَ لِشَيْءٍ مَلَّكَ عِنْدَ انْقِضَائِهِ " ، لَيْسَ بِحَدِيثٍ ، وَإِنَّمَا وَجَدَ مَعْنَاهُ مَنْقُوشًا عَلَى خَاتِمِ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ ، وَقَدْ يُقْتَبَسُ أَيْضًا مِنْ كَلَامِ الْعُلَمَاءِ ، حَيْثُ قَالُوا : يَجِبُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَتُحِبَّهُ لِذَاتِهِ ، لَا لِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ ، حَتَّى قَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ : مَنْ تَصَوَّرَ أَنَّهُ لَوْ لَمْ تُخْلَقْ جَنَّةٌ وَلَا نَارٌ لَمْ يَكُنْ يُعْبَدُ اللَّهُ ، فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ ، وَلَعَلَّ وَجْهَ ذَلِكَ إِطْلَاقُ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ سورة الذاريات آية 56 ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ سورة العنكبوت آية 56 وَهَذَا لَا يُنَافِي قَوْلَهُ عَزَّ وَعَلَا : يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا سورة السجدة آية 16 سَوَاءٌ نَقُولُ : الْمَعْنَى خَوْفًا مِنْ غَضَبِهِ وَطَمَعًا فِي رَحْمَتِهِ ، أَوْ خَوْفًا مِنْ نَارِهِ وَطَمَعًا فِي جَنَّتِهِ ، فَإِنَّ الثَّانِي مِنْ بَابِ التَّرْهِيبِ وَالتَّرْغِيبِ فِي عِبَادَتِهِ كَمَا يُرَغَّبُ الْعَبْدُ فِي خِدْمَةِ سَيِّدِهِ وَيُرَهَّبُ ، وَكَذَا الْوَلَدُ فِي حَقِّ وَالِدِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |