فَحَدَّثَنَاهُ فَحَدَّثَنَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ . قَالَ عَلِيٌّ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : " كُنَّا نَحُجُّ عَلَى الرِّحَالِ ، وَإِنَّا لَفِي عِصَابَةٍ كُلُّهَا مُحْرِمُونَ ، نَتَمَاشَى بَيْنَ أَيْدِي رِكَابِنَا ، وَقَدْ صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ ، وَنَحْنُ نَقُودُهَا إِذْ تَذَاكَرَ الْقَوْمُ الظَّبْيُ أَسْرَعُ أَمِ الْفَرَسُ ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَنَحَ لَنَا ظَبْيٌ أَوْ بَرَحَ ، فَأَخَذَ بَعْضُ الْقَوْمِ حَجَرًا فَرَمَاهُ ، فَمَا أَخْطَأَ حَشَاهُ ، فَرَكِبَ رَدْعَهُ مَيِّتًا ، فَأَقْبَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا لَهُ قَوْلًا شَدِيدًا ، فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْقَاتِلُ إِلَى عُمَرَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ ، فَقَالَ : كَيْفَ قَتَلْتَهُ ؟ أَخَطَأً أَمْ عَمْدًا ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُهُ خَطَأً ، وَلَا عَمْدًا ، لَأَنِّي تَعَمَّدْتُ رَمْيَهُ ، وَمَا أَدْرِي قَتْلَهُ ، فَضَحِكَ عُمَرُ ، وَقَالَ : مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ أَشْرَكْتَ الْخَطَأَ مَعَ الْعَمْدِ ، فَقَالَ : هَذَا حُكْمٌ ، وَيَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ ، كَأَنَّهُ قَلْبُ فِضَّةٍ ، وَإِذَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى ؟ قَالَ : فَاتَّفَقَا عَلَى شَاةٍ ، فَقَالَ عُمَرُ لِلْقَاتِلِ : خُذْ شَاةً وَأَهْرِقْ دَمَهَا ، وَأَطْعِمْ لَحْمَهَا ، وَاسْقِ إِهَابَهَا رَجُلًا يَجْعَلُهُ سِقَاءً . قَالَ : وَمَا أَشَدَّ حُكْمَهَا مِنَّا ، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْتُ أَنَا ، وَالْقَاتِلُ قُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْمُسْتَفْتِى ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّ عُمَرَ مَا دَرَى مَا يُفْتِيكَ حَتَّى سَأَلَ ابْنَ عَوْفٍ ، فَلَمْ أَكُنْ قَرَأْتُ الْمَائِدَةَ ، وَلَوْ كُنْتُ قَرَأْتُهَا لَمْ أَقُلْ ذَلِكَ ، وَاعْمَدْ إِلَى نَاقَتِكَ فَانْحَرْهَا ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ شَاةِ عُمَرَ . قَالَ الْمَسْعُودِيُّ : فَسَمِعَهَا عُمَرُ . وَقَالَ جَرِيرٌ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ ، فَمَا شَعُرْنَا حَتَّى أُتِينَا ، فَلُبِّبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يُقَادُ إِلَى عُمَرَ ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَامَ ، وَأَخَذَ الدِّرَّةَ ، ثُمَّ أَخَذَ بِتَلَابِيبِ الْقَاتِلِ ، فَجَعَلَ يُصَفِّقُ رَأْسَهُ حَتَّى عَدَدْتُ لَهُ ثَلَاثِينَ ، ثُمَّ قَالَ : قَاتَلَكَ اللَّهُ ، أَتَعْدَى الْفُتْيَا ، وَتَقْتُلُ الْحَرَامَ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ ، وَأَخَذَ بِتَلَابِيبِي ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي لَا أُحِلُّ لَكَ مِنِّي شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيَّ ، فَأَرْسَلَ تَلَابِيبِي ، وَرَمَى بِالدِّرَّةِ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ إِنِّي أَرَاكَ شَابَّ السِّنِّ ، فَصِيحَ اللِّسَانِ ، إِنَّ الرَّجُلَ تَكُونُ عِنْدَهُ عَشْرَةُ أَخْلَاقٍ ، تِسْعَةٌ صَالِحَةٌ ، وَخُلُقٌ سَيِّئٌ ، فَيُفْسِدُ الْخُلُقُ السَّيِّئُ التِّسْعَةَ ، إِيَّاكَ وَعَثَرَاتِ اللِّسَانِ " قال أبو عمر : أنا جمعت حديث جرير ، وحديث المسعودي ، وأتيت بمعناهما كاملا . وأما علي فذكر كل واحد منهما على حدة ، وأتى بالطرق المذكورة كلها .
الأسم | الشهرة | الرتبة |