أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلِّهِمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ : خَرَجَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ : جَبَلٍ بِبَطْنِ السَّبَخَةِ مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا ، فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا " . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أبي : يَا رَسُولَ اللَّهِ أقم بالمدينة ، ولا نخرج إليهم ، فواللَّه مَا خرجنا منها إِلَى عدو لنا قط إِلا أصاب منا ، ولا دخلها علينا إِلا أصبنا منهم ، فدعهم يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال فِي وجوههم ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا . فلم يزل الناس برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ كَانَ من أمرهم حب لقاء القوم ، حَتَّى دخل رَسُول اللَّهِ فلبس لأمته ، فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي ألف رجل ، من أصحابه حَتَّى إذا كَانُوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول بثلث الناس ، وَقَالَ : أطاعهم وعصاني ، والله مَا ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس ؟ فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق ، وأهل الريب ، واتبعهم عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن حرام ، أخو بني سلمة ، يَقُول : يَا قوم أذكرهم اللَّه أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند مَا حضرهم عدوهم ! ! قَالُوا : لو نعلم أنكم تقاتلون مَا أسلمناكم ، ولكن لا نرى أن يكون قتال . فلما استعصوا عَلَيْهِ ، وَأَبُو إِلا الانصراف عنهم ، قَالَ : أبعدكم اللَّه ، أي أعداء اللَّه ! ! فيستغني اللَّه عنكم ! ومضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول ، كما حدثني ابْن شهاب الزهري ، له مقام يقومه فِي كل جمعة ، لا يتركه شرفا له فِي نفسه وفي قومه ، وَكَانَ فيهم شريفا ، إذا جلس رَسُول اللَّهِ يوم الجمعة ، ليخطب الناس ، قَالَ : فَقَالَ : أيها الناس هَذَا رَسُول اللَّهِ بين أظهركم ، أكرمكم اللَّه به وأعزكم به ، فانصروه وعزروه ! واسمعوا وأطيعوا ! ثم يجلس ، حَتَّى إذا صنع يوم أحد مَا صنع ، ورجع الناس قام يفعل كما كَانَ يفعل ، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه ، وقالوا : اجلس يَا عدو اللَّه ! لست لذلك بأهل ! قد صنعت مَا صنعت . فخرج يتخطى رقاب الناس ، ويقول : والله لكأنما قلت بجرا إن قمت أسدد أمره ، فلقيه رجل عند باب المسجد ، فَقَالَ : ما لك ؟ فَقَالَ قمت أسدد أمره ، فوثب عَلَي أصحابه يجذبونني ويعنفونني كأني قلت بجرا ، قَالَ : ويلك ، ارجع يستغفر لك رَسُول اللَّهِ ، فَقَالَ : والله مَا أبتغي أن يستغفر لي . وَكَانَ يوم أحد يوم بلاء وتمحيص ، اختبر اللَّه به المؤمنين ، ومحص به المنافقين ، ممن يظهر الإيمان بلسانه ، وَهُوَ مستخف بالكفر فِي قلبه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | الحصين بن عبد الرحمن الأشهلي | صدوق حسن الحديث |
وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ | محمد بن يحيى الأنصاري / ولد في :47 / توفي في :121 | ثقة |
ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ | إبراهيم بن سعد الزهري | ثقة حجة |
أَحْمَدُ | أحمد بن محمد البغدادي | صدوق حسن الحديث |
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ | علي بن عبد العزيز البغوي / توفي في :286 | ثقة |