قوله جل وعز ليسوا سواء سورة ال عمران اية


تفسير

رقم الحديث : 223

حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، " أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ ، فِي عِيرِ قُرَيْشٍ ، وَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مُغَوِّثِينَ لِعِيرِهِمْ . وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَبَا سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَيْنًا طَلِيعَةً ، يَنْظُرَانِ بِأَيِّ مَاءٍ هُوَ ؟ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا عَلِمَا عِلْمَهُ ، وَأُخْبِرَا خَبَرَهُ ، جَاءَا سَرِيعَيْنِ ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِ ، وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي كَانَ بِهِ الرَّجُلانِ ، فَقَالَ لأهَلِ الْمَاءِ : هَلْ أَحْسَسْتُمْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : فَهْلَ مَرَّ بِكُمْ أَحَدٌ ؟ قَالُوا : مَا رَأَيْنَا إِلا رَجُلَيْنِ ، مِنْ أَهْلِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَيْنَ كَانَ مَنَاخَهُمَا ؟ فَدَلُّوهُ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بَعْرَ إِبِلِهِمَا فَفَتَّهُ ، فَإِذَا فِيهِ نَوَى ، فَقَالَ : أَنَّى لِبَنِي فُلانٍ النَّوَى ؟ هَذِهِ نَوَاضِحُ أَهْلِ يَثْرِبَ ! فَتَرَكَ الطَّرِيقَ ، وَأَخَذَ ْسيَفْ َالْبَحْرِ ، وَجَاءَ الرَّجُلانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ : " أَيُّكُمْ أَخَذَ هَذَا الطَّرِيقَ " ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمَا هُوَ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا ، وَنَحْنُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا ، فَنَرْتَحِلُ فَنَنَزَلَ مَاءَ كَذَاَ وَكَذا ، وَنَرْتَحِلُ فَيَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ نَلْتَقِي بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا ، كَفَرَسَيْ رِهَانٍ . فَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ بَدْرًا ، فَوَجَدَ عَلَى مَاءِ بَدْرٍ بَعْضَ رَقِيقٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، مِمَّنْ خَرَجَ يُغِيثُ أَبَا سُفْيَانَ ، فَأَخَذَهُمْ أَصْحَابُهُ ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمْ ، فَإِذَا صَدَقُوهُمْ ضَرَبُوهُمْ ، وَإِذَا كَذَبُوهُمْ تَرَكُوهُمْ ، فَمَرَّ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " إِنْ صَدَقُوكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمْ ، وَإِنْ كَذَبُوكُمْ تَرَكْتُمُوهُمْ " ، ثُمَّ دَعا وَاحِدًا مِنْهُمْ فَقَالَ : " مَنْ يُطْعِمُ الْقَوْمَ " ؟ فَقَالَ : فُلانٌ وَفُلانٌ ، فَعَدَّدَ رِجَالا يُطْعِمُهُمْ كُلُّ رَجُلٍ يَوْمًا . فَقَالَ : " فَكَمْ يَنْحَرُ لَهُمْ " ؟ قَالَ : عَشْرًا مِنَ الْجَزَائِرِ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْجَزُورُ لِمِائَةٍ ، وَهُمْ بَيْنَ الأَلْفِ وَالتِّسْعِ مِائَةِ " فَلَمَّا جَاءَ الْمُشْرِكُونَ وَصَافُّوهُمْ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اسْتَشَارَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي قِتَالِهِمْ ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُشِيرُ عَلَيْهِ ، فَأَجْلَسَهُ ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ ، فَقَامَ عُمَرُ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ فَأَجْلَسَهُ ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ تَعْرِضُ بِنَا الْيَوْمَ لِتَعْلَمَ مَا فِي نُفُوسِنَا ! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ الْغِمَادَ مِنْ ذِي يَمَنٍ ، لَكُنَّا مَعَكَ . فَوَطَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ عَلَى الصَّبْرِ وَالْقِتَالِ ، وَسُرَّ بِذَلِكَ مِنْهُمْ . فَلَمَّا الْتَقَوْا سَارَ فِي قُرَيْشٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ أَطِيعُونِي الْيَوْمَ ، فَلا تُقَاتِلُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ قَاتَلْتُمُوهُمْ لَمْ تَزَلْ بَيْنَكُمْ إِحْنَةٌ مَا بَقِيتُمْ وَفَسَادٌ ، لا يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَاتِلِ أَخِيهِ وَقَاتِلِ ابْنِ عَمِّهِ ، فَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا أَكَلْتُمْ فِي مُلْكِ أَخِيكُمْ ، وَإِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ ، وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا كَفَاكُمُوهُ ذُؤْبَانُ الْعَرَبِ ، فَأَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا مَقَالَتَهُ ، وَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ ، فَقَالَ : أَنْشَدْتُكُمُ اللَّهَ فِي هَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ أَنْ تَجْعَلُوهَا أَنْدَادًا لِهَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي كَأَنَّهَا عُيُونُ الْحَيَّاتِ . ! ! فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : لَقَدْ مَلأْتَ سِحْرَكَ رُعْبًا ، ثُمَّ سَارَ فِي قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : إِنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ إِنَّمَا يُشِيرُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا ، لأَنَّ ابْنَهُ مَعَ مُحَمَّدٍ ، وَمُحَمَّدٌ ابْنُ عَمِّهِ ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَهُ وَابْنَ عَمِّهِ . فَغَضِبَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَيْ مُصَفَّرَ اسْتِهِ ، سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْبَنُ وَأَلأَمُ وَأَفْسَدُ لِقَوْمِهِ الْيَوْمَ . ثُمَّ نَزَلَ وَنَزَلَ مَعَهُ أَخُو شَيْبَةَ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَابْنُهُ الْوَلِيدِ بْنُ عُتْبَةَ فَقَالُوا : أَبْرِزْ إِلَيْنَا أَكْفَاءَنَا ، فَثَارَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ ، فَأَجْلَسَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ عَلِيٌّ ، وَحَمْزَةَُ ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَاخْتَلَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَقَرِينُهُ ضَرْبَتَيْنِ ، فَقَتَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، وَأَعَانَ حَمْزَةُ عَلِيًّا فِي صَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ ، وَقُطِعَتْ رِجْلُ عُبَيْدَةُ ، فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ . وَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ . ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ نَصْرَهُ ، وَهَزَمَ عَدُوَّهُ ، وَقُتِلَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، فَأُخْبِرَ بِقَتْلِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَفَعَلْتُمْ " ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! فَسُرَّ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : " إِنَّ عَهْدِي بِهِ فِي رُكْبَتَيْهِ حَوَرٌ ، فَاذْهَبُوا فَانْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ ذَلِكَ " ؟ فَنَظَرُوا فَرَأَوْهُ . قَالَ : فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَتْلَى فَجُرُّوا حَتَّى أُلْقُوا فِي قَلِيبٍ ، ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ : أَيْ عُتْبَةُ أَيْ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، فَجَعَلَ يُسَمِّيهِمْ رَجُلا رَجُلا : " هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا " ؟ قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَ يَسْمَعُونَ مَا تَقُولُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَنْتُمْ بِأَعْلَمَ بِمَا أَقُولُ وَأَسْمَعُ مِنْهُمْ " . أي : أَنَّهُمْ قَدْ رَأَوْا أَعْمَالَهُمْ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عِكْرِمَةَ

ثقة

أَيُّوبُ

ثقة ثبتت حجة

مَعْمَرٍ

ثقة ثبت فاضل

عَبْدُ الرَّزَّاقِ

ثقة حافظ

الدَّبَرِيُّ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.