حدثنا علي بن أحمد بن الحسين القادسي بالقادسية ، قال : حدثنا أبو غسان ، عن صالح بن سلمة الفزاري عن مجاهد أبي الحجاج ، قلت : سمعته منه ؟ قال : نعم " أنّ ملكا من بني إسرائيل ذكر من شره ما شاء الله ، وكان في قريته نفر قد عرفوا الإسلام ، فلقي بعضهم بعضا ، فقالوا : إنا لا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر ، ولا نظهر ديننا ، اخرجوا من هذه القرية إلى غيرها ، فركن بعضهم وخرج رجلان يتبعان خراب القرى والغيران ، وإن أحدهما اشتكى ، فقال له صاحبه : إني أراك كل يوم تزداد وجعا ، وإني أخاف أن تكون لما لا بد منه ، فإن رأيت أن تعينني على نفسك ، تمشي طاقتك وأحملك على ظهري حتى ندنو من قريتنا لعل الله تعالى يأتي بالفرج قريب ، فإن كان الذي لا بد منه دخلت القرية فاستعنت على كفنك ودفنك بعض أصحابنا ، فذكر أنه أصيب ، فغطى وجهه بخليق عليه . قال : فدخل القرية ومات ملكها ، فخرجوا به وهم مقيمون عند قبره ثلاثة أيام ، فرجع إلى صاحبه ، فوجد الطير قد وقع على وجهه فأكلوا عينيه ، فلما رأى ذلك جزع وشق عليه ، فقال : اللهم أنت الحكم العدل وإليك ينتهي الأمر وأنت علام الغيوب ، هذا البائس فوصفه بالطاعة لم يذق نعمة الدنيا ، مات فسلطت على عينيه الطير فأكلوها ، ثم هذا الذي كان يدعو معك إلها يعبد عبادك فوصفه أكرمته في الدنيا حتى أصاب فوصف لذته منها ، ثم مات فحمله الرجال على أعناقها وواروه بالتراب ، وأقاموا عند قبره ثلاثة أيام تكرمة له . فنام فأرى في منامه أن الذي قلت كما قلت ، وربك عز وجل يقول : أنا رب ذلك ورب هذا ، إن هذا لم تكن له حسنة عندي فأجازيه بها غير واحدة ، فأردت أن أعطيه إياها في الدنيا ولا يكون له عندي إلا العذاب والنكال ، وإن صاحبك لم تكن له غير سيئة واحدة فأردت أن أقتصها منه أو كلمة تشبه هذا في الدنيا ، فيلقاني وليس له عندي إلا الجنان الخلد .
الأسم | الشهرة | الرتبة |