حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأُخْبِرَ أَنَّ قَوْمًا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ يَخْتَصِمُونَ قَالَ : أَظُنُّهُ قَالَ : فِي الْقَدَرِ قَالَ : فَنَهَضَ إِلَيْهِمْ ، وَأَعْطَى مَحَجَّتَهُ عِكْرِمَةَ ، وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَيْهِ ، وَالأُخْرَى عَلَى طَاوُسٍ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَوْسَعُوا لَهُ ، وَرَحَّبُوا بِهِ ، فَلَمْ يَجْلِسْ ، وَقَالَ : يَا وَهْبُ ، كَيْفَ قَالَ الْفَتَى ؟ قَالَ : قَالَ : لَقَدْ كَانَ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلالِهِ ، وَذِكْرِ الْمَوْتِ ، مَا يُكِلُّ لِسَانَكَ ، وَيَقْطَعُ حُجَّتَكَ ، وَيَكْسِرُ قَلْبَكَ ، أَلَمْ تَعْلَمْ يَا أَيُّوبُ أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلا بَكَمٍ ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ النُّطَقَاءُ ، النُّبُلاءُ الأَلِبَّاءُ ، الْعَالِمُونَ بِاللَّهِ ، وَأَيَّامِهِ ، إِلا أَنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ ، وَانْكَسَرَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَتَقَطَّعَتْ أَلْسِنَتُهُمْ ؛ إِعْزَازًا لِلَّهِ ، وَإِجْلالا لَهُ ، وَإِعْظَامًا ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالأَعَمَالِ الزَّاكِيَةِ ؛ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الْمُفَرِّطِينَ ، وَإِنَّهُمْ لأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ ، وَمَعَ الظَّالِمِينَ وَالْخَاطِئِينَ ، وَإِنَّهُمْ لأَنْزَاهٌ بُرَآءٌ ! إِلا أَنَّهُمْ لا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ ، وَلا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ ، وَلا يَعْلُونَ عَلَيْهِ بِالأَعَمَالِ ، هُمْ حَيْثُ مَا لَقِيتَهُمْ مُهِيمُونَ ، مُشْفِقُونَ ، وَجِلُونَ ، خَائِفُونَ قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ ، فَرَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِيهِ | وهب بن منبه الأبناوي / ولد في :34 / توفي في :110 | ثقة |
إِدْرِيسَ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ | ابن وهب بن منبه اليماني | مجهول |
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ | أبو بكر بن عياش الأسدي | صدوق حسن الحديث |
يَحْيَى بْنُ آدَمَ | يحيى بن آدم الأموي / توفي في :203 | ثقة حافظ فاضل |