الحديث الثاني


تفسير

رقم الحديث : 10

وَبِهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي وَبِهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَتْ قُرَيْشٌ فِيهِ مِائَةَ نَاقَةٍ لِمَنْ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ , قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قَوْمِي فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَّا حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَكَبَةً ثَلاثَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا ، إِنِّي لأَرَاهُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ , قَالَ : فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِي أَنِ اسْكُتْ , قَالَ : فَمَكَثْتُ قَلِيلا ، ثُمَّ قُلْتُ : إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلانٍ يَبْتَغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ ، قَالَ : لَعَلَّهُ , ثُمَّ سَكَتَ , قَالَ : فَمَكَثْتُ قَلِيلا ، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي ثُمَّ أَمَرْتُ بِفَرَسِي فَقُيِّدَ لِي إِلَى بَطْنَ الْوَادِي ، وَأَمَرْتُ بِسِلاحِي فَأُخْرِجَ لِي مِنْ دُبُرِ حُجْرَتِي , ثُمَّ أَخَذْتُ قِدَاحِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا , فَلَبِسْتُ لامَتِي ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ لا نُصْرَةَ , قَالَ : وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى قُرَيْشٍ فَآخُذَ الْمِائَةَ ، قَالَ : فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ , فَبَيْنَمَا فَرَسِي يَشْتَدُّ بِي عَثَرَ بِي فَسَقَطْتُ عَنْهُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ ، قَالَ : فَأَبَيْتُ إِلا أَنْ أَتَّبِعَهُ ، فَرَكِبْتُ فِي أَثَرِهِ ، فَلَمَّا بَدَا لِيَ الْقَوْمُ وَرَأَيْتُهُمْ عَثَرَ بِي فَرَسِي وَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الأَرْضِ وَسَقَطْتُ عَنْهُ ، قَالَ : ثُمَّ انْتَزَعَ يَدَيْهِ مِنَ الأَرْضِ وَتَبِعَهَا دُخَانٌ كَالإِعْصَارِ ، قَالَ : فَعَرَفْتُ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنِّي ، وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ ، قَالَ : فَنَادَيْتُ الْقَوْمَ : أَنَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ ، انْظُرُونِي أُكَلِّمْكُمْ ، فَوَاللَّهِ لا أُرِيبُكُمْ وَلا يَأْتِيكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ : " قُلْ لَهُ وَمَا تَبْغِي مِنَّا " . قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِي ذَلِكَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : تَكْتُبُ لِي كِتَابًا يَكُونُ آيَةً بَيْنِي وَبَيْنَكَ . قَالَ : " اكْتُبْ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ " . قَالَ : فَكَتَبَ لِي كِتَابًا فِي عَظْمٍ أَوْ فِي رُقْعَةٍ أَوْ فِي خَزَفَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ , فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُهُ فِي كِنَانَتِي ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَسَكَتُّ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ حَتَّى إِذَا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ ، خَرَجْتُ وَمَعِيَ الْكِتَابُ لأَلْقَاهُ , فَلَقِيتُهُ بِالْجُعْرَانَةِ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ فِي كَتِيبَةٍ مِنْ خَيْلِ الأَنْصَارِ ، قَالَ : فَجَعَلُوا يُقْرِعُونَنِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، مَاذَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : فَدَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرْزِهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ ، قَالَ : فَرَفْعُت يَدِي بِالْكِتَابِ وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كِتَابُكَ لِي ، أَنَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، ادْنُهْ . " قَالَ : فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَأَسْلَمْتُ فَتَذَكَّرْتُ شَيْئًا أَشْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا أَذْكُرُهُ إِلا أَنِّي قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّالَّةُ مِنَ الإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي وَقَدْ مَلأْتُهَا لإِبِلِي ، هَلْ لِي أَجْرٌ فِي أَنْ أَسْقِيَهَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ " . ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَسُقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَتِي . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ , نَحْوَهُ مُخْتَصَرًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ

صحابي

أَبِيهِ

له إدراك

عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ

ثقة

الزُّهْرِيُّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

Whoops, looks like something went wrong.