أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيّ ، بِأَصْبَهَانَ ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَدِيبَ ، أَخْبَرَهُمْ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، ثنا أَبُو عُوَانَةَ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : قَامَ يَوْمًا خَطِيبًا فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي بَيْنَمَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ نَرْمِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَكَانَتْ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ قَيْدَ رُمْحٍ ، أَوْ رُمْحَيْنِ مِنَ الْأُفُقِ ، فَاسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَهَا تَنُومَةٌ . قَالَ : فَقُلْنَا أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ : انْطَلِقْ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُحْدِثَنَّ لَهُ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ فِي أُمَّتِهِ حَدِيثًا ، قَالَ : فَدُفِعْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ لِلْنَّاسِ ، فَاسْتَقَامَ فَصَلَّى بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ فِي صَلَاةٍ قَطُّ ، مَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ، ثُمَّ رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا سَجَدَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ ، لَمْ نَسْمَعْ لَهُ صَوْتًا ، ثُمَّ قَامَ ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ بِالرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ جَلَسَ فَوَافَقَ جُلُوسُهُ تَجَلِّيَ الشَّمْسِ ، فَسَلَّمَ ، وَانْصَرَفَ ، وَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ رَسُولٌ ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي " ، فَقَالَ النَّاسُ : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ ، وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ ، وَكُسُوفَ هَذَا الْقَمَرِ ، وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا لَمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَإِنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا ، وَلَكِنَّهَا آياتُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَعْتَبِرُ بِهَا عِبَادُهُ لِيَنْظُرَ مَنْ يَحْدُثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةٌ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مَا أَنْتُمْ لَاقُونَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ مَنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا ، آخِرُهُمُ الْأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ عَيْنِ الْيُسْرَى ، كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي تَحْيَا , شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَئِذٍ ، وَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجُ ، فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ عَمَلٌ صَالِحٌ مِنْ عَمَلٍ سَلَفَ ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا غَيْرَ الْحَرَمِ ، وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَإِنَّهُ يَسُوقُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُحْصَرُونَ حَصْرًا شَدِيدًا ويُوزَلُونَ أَزَلًا شَدِيدًا . قَالَ الْأَسْوَدُ : تِسْعَ عَشَرَة ظَنِّي ، أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي ، أَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ فِيهِمْ ، فَيَهْزِمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجُنُودَهُ ، حَتَّى إِنَّ أَصْلَ الْحَائِطِ أَوْ جِذْمَ الشَّجَرِ لَيُنَادِي : يَا مَؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ مَسْتَتِرٌ بِي ، تَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، وَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوا أُمُورًا عِظَامًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ ، وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ ، هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا حَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَنْ مَرَاتِبِهَا ؟ قَالَ : ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضِ ، ثُمَّ قَبَضَ أَصَابِعَهُ ، ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أَخْرَى ، وَقَدْ حَفِظْتُ مَا قَالَ . فَذَكَرَ هَذَا فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً عَلَى مَنْزِلَتِهَا وَلَا أَخَّرَ أَخْرَى . رَوَاهُ الِإمَامَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِطُولِهِ بِنَحْوهِ ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنِ الْأَسْوَدِ . وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَالنَّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهُ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ | سمرة بن جندب الفزاري | صحابي |
ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ | ثعلبة بن عباد العبدي | مجهول |
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ | الأسود بن قيس العبدي | ثقة |
أَبُو عُوَانَةَ | الوضاح بن عبد الله اليشكري / توفي في :176 | ثقة ثبت |
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ | خلف بن هشام البزار | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ | محمد بن إبراهيم الأصبهاني / ولد في :285 / توفي في :381 | ثقة مأمون |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ | إبراهيم بن منصور السلمي | ثقة |
الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَدِيبَ | الحسين بن عبد الملك الأصبهاني | ثقة |
زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيّ | زاهر بن أحمد الثقفي | صدوق حسن الحديث |