باب في الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس


تفسير

رقم الحديث : 47

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ الْفَضْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْبَانَيَاسِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِئَةٍ بِدِمَشْقَ ، قِيلَ لَهُ : أَخْبَرَكِمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّلَمِيُّ الْمَوَازِينِيّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَةَ وَخَمْسِ مِئَةٍ ، قَالَ : أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْر ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْمَعُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِئَةٍ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ يوسُفَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ فَارِسٍ الْمَيَانْجِيّ ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ وَأَنَا حَاضِرٌ أسَمْعُ ، قِيلَ لَهُ : أَخْبَرَكُمْ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَسَاوِسِيُّ ، ثنا ضَمْرَةَ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَلَسٍ ، وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي ، فَقَالَ : " شَعُرْتُ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ ، فَرَكِبْتُهُ ، فَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، إِذَا أَخَذَ بِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِذَا أَخَذَ بِي فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يَفُوتُنِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا ، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ : إِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ ، فَشَرِبْتُ الْأَبْيَضَ ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ : شَرِبْتَ اللَّبَنَ وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لَارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ ، فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ ، وَقُلْتُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ ، أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيشًا فَيُكَذِّبُكَ مَنْ صَدَّقَكَ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ ، فَانْتَزَعْهُ مَنْ يَدِي ، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ وَكَأَنَّهُ طَيُّ الْقَرَاطِيسِ ، وَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ كَادَ يَخْتَطِفُ بَصَرِي ، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً ، فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ : وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ ؟ وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ ؟ فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ ، أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مَنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ فِيهِمْ : الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ ، والْوَليِدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ : إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِم : إِبْرَاهِيم ، وَمُوسَى ، وعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ ، وَكَلَّمْتُهُمْ ، فَقَالَ : عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ : صِفْهُمْ لِي ، فَقَالَ : أَمَّا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ دُونَ الطَّوِيلِ ، عَرِيضُ الصَّدْرِ ، ظَاهِرُ الدَّمِ جَعْدُ الشَّعْرِ تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ , كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَضَخْمٌ آدَمُ طُوَالٌ ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، كَثِيرُ الشَّعْرِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ ، مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ ، خَارِجُ اللَّثَةِ عَابِسٌ ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَوَاللَّهِ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقًا وَخُلُقًا . فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَاكَ . قَالَ : فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ بْنِ نَوْفَلٍ : كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أَمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمِ ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُصْعِدًا شَهْرًا ، وَمُنْحَدِرًا شَهْرًا ، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أُصَدِّقُكَ ، وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ ، وَكَانَ لِلْمُطْعَمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، فَهَدَمَهُ فَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا مُطْعَمُ : بِئْسَمَا قَلْتَ لِابْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، صِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ؟ قَالَ : دَخَلْتُهُ لَيْلًا ، وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَوَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا ، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَهُ يَقُولُ : صَدَقْتَ صَدَقْتَ ، قَالَتْ نَبْعَةٌ : فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ : يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمَّاكَ الصِّدِّيقَ . قَالُوا : يَا مُطْعَمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هُوَ أَعَنَّى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرَنَا ؟ فَقَالَ : أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ بِالرَّوْحَاءِ قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ ، وَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ ، فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ . فَقَالُوا : هَذَا وَالْإِلَهِ آيةٌ ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الْإِبِل ، وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرٌ عَلَيْهِ جُوَالِقٌ مُخَطَّطٌ بِبَيَاضٍ لَا أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ أَمْ لَا ؟ فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ . قَالُوا : هَذَا وَالْإِلَهِ آيَةٌ ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقٌ هَا هِيَ ذِي تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيَرةِ : سَاحِرٌ . فَانْطَلَقُوا ، فَنَظَرُوا ، فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ ، فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ ، وَقَالُوا : صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ سورة الإسراء آية 60 . قَلْتُ : يَا أُمَّ هَانِئٍ ، مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَتْ : الَّذِيَن خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أُمِّ هَانِئٍ

صحابية

أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ

ضعيف الحديث

يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ

ثقة يرسل عن الصحابة

ضَمْرَةَ بْنُ رَبِيعَةَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَسَاوِسِيُّ

متهم بالوضع

أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ

ثقة مأمون

أَبِي بَكْرٍ يوسُفَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ فَارِسٍ الْمَيَانْجِيّ

ثقة

أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْر

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّلَمِيُّ الْمَوَازِينِيّ

ثقة

أَبُو الْمَجْدِ الْفَضْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْبَانَيَاسِيُّ

صدوق حسن الحديث

Whoops, looks like something went wrong.