ذَكَرَ ذَكَرَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْهُدَيْرِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى حَرَّةَ وَاقِمٍ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِصِرَارٍ إِذَا نَارٌ ، فَقَالَ : يَا أَسْلَمُ ، إِنِّي لأَرَى هَا هُنَا رَكْبًا قَصَّرَ بِهِمُ اللَّيْلُ وَالْبَرْدُ ، انْطَلِقْ بِنَا ، فَخَرَجْنَا نُهَرْوِلُ حَتَّى دَنَوْنَا مِنْهُمْ ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ مَعَهَا صِبْيَانٌ صِغَارٌ وَقِدْرٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى نَارٍ وَصِبْيَانُهَا يَتَضَاغَوْنَ ، فَقَالَ عُمَرُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْحَابَ الضَّوْءِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ : يَا أَصْحَابَ النَّارِ ، فَقَالَتْ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ ، فَقَالَ : أَدْنُو ؟ ، فَقَالَتِ : ادْنُ بِخَيْرٍ أَوْ دَعْ ، فَدَنَا فَقَالَ : مَا بَالُكُمْ ؟ قَالَتْ : قَصَّرَ بِنَا اللَّيْلُ وَالْبَرْدُ ، قَالَ : فَمَا بَالُ هَؤُلاءِ الصِّبْيَةِ يَتَضَاغَوْنَ ؟ قَالَتِ : الْجُوعُ ، قَالَ : فَأَيُّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الْقِدْرِ ؟ قَالَتْ : مَا أُسْكِتُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا ، وَاللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عُمَرَ ، فَقَالَ : أَيْ رَحِمَكِ اللَّهُ ، وَمَا يُدْرِي عُمَرَ بِكُمْ ؟ قَالَتْ : يَتَوَلَّى عُمَرُ أَمْرَنَا ثُمَّ يَغْفُلُ عَنَّا ، قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ بِنَا ، فَخَرَجْنَا نُهَرْوِلُ حَتَّى أَتَيْنَا دَارَ الدَّقِيقِ ، فَأَخْرَجَ عِدْلا مِنْ دَقِيقٍ وَكَبَّةً مِنْ شَحْمٍ ، فَقَالَ : احْمِلْهُ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ ، قَالَ : أَنْتَ تَحْمِلُ عَنِّي وِزْرِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا أُمَّ لَكَ ؟ فَحَمَلْتُهُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَيْهَا ، نُهَرْوِلُ ، فَأَلْقَى ذَلِكَ عِنْدَهَا وَأَخْرَجَ مِنَ الدَّقِيقِ شَيْئًا ، فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : ذُرِّي عَلَيَّ ، وَأَنَا أُحَرِّكُ لَكِ ، وَجَعَلَ يَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ ثُمَّ أَنْزَلَهَا ، فَقَالَ : أَبْغِينِي شَيْئًا ، فَأَتَتْهُ بِصَحْفَةٍ فَأَفْرَغَهَا فِيهَا ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ لَهَا : أَطْعِمِيهُمْ وَأَنَا أُسَطِّحُ لَهُمْ ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى شَبِعُوا ، وَتَرَكَ عِنْدَهَا فَضْلَ ذَلِكَ ، وَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، كُنْتَ أَوْلَى بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيَقُولُ : قُولِي خَيْرًا إِذَا جِئْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَدَّثِينِي هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ تَنَحَّى نَاحِيَةً عَنْهَا ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا فَرَبَضَ مَرْبَضًا ، فَقُلْنَا لَهُ : إِنَّ لَنَا غَيْرَ هَذَا ، وَلا يُكَلِّمُنِي حَتَّى رَأَيْتُ الصِّبْيَةَ يَصْطَرِعُونَ ثُمَّ نَامُوا وَهَدَءُوا ، فَقَالَ : يَا أَسْلَمُ ، إِنَّ الْجُوعَ أَسْهَرَهُمْ وَأَبْكَاهُمْ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَنْصَرِفَ حَتَّى أَرَى مَا رَأَيْتُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَبِيهِ | أسلم العدوي | ثقة مخضرم |
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ | زيد بن أسلم القرشي | ثقة |
رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْهُدَيْرِيِّ | ربيعة بن عثمان التيمي | صدوق حسن الحديث |
أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ | عبد الله بن مصعب الزبيري / ولد في :114 / توفي في :184 | ضعيف الحديث |
مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ | مصعب بن عبد الله الزبيري / ولد في :156 / توفي في :236 | ثقة |