حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ : قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيِّ ، عَنْ أَصْحَابِهِ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ ، أَوْ عَمَّنْ رَوَى ذَلِكَ عَنْهُ ، أَنَّ إِسْلامَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ فِيمَا تُحِدِّثُوا بِهِ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : كُنْتُ لِلإِسْلامِ مُبَاعِدًا ، وَكُنْتُ صَاحِبَ خَمْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، أُحِبُّهَا وَأَشْرَبُهَا ، وَكَانَ لَنَا مَجْلِسٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْحَزْوَرَةِ عِنْدَ دَارِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ لَيْلَةً أُرِيدُ جُلَسَائِي أُولَئِكَ فِي مَجْلِسِنَا ذَاكَ ، فَلَمْ أَجِدْ مِنْهُمْ أَحَدًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَوْ أَنِّي جِئْتُ فُلانًا ، خَمَّارًا كَانَ بِمَكَّةَ ، رَجُلٌ يَبِيعُ الْخَمْرَ ، لَعَلِّي أَجِدُ عِنْدَهُ خَمْرًا فَأَشْرَبُ مِنْهَا ، قَالَ : فَجِئْتُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَوْ جِئْتُ الْكَعْبَةَ فَطُفْتُ بِهَا سَبْعًا أَوْ سَبْعِينَ ، قَالَ : فَجِئْتُ الْمَسْجِدَ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى اسْتَقْبَلَ الشَّامَ وَجَعَلَ الْكَعْبَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ ، كَانَ مُصَلاهُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ : الرُّكْنِ الأَسْوَدِ وَالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ ، قَالَ : فَقُلْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ : وَاللَّهِ ، لَوْ أَنِّي اسْتَمَعْتُ بِمُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَئِنْ دَنَوْتُ مِنْهُ أَسْمَعُ مِنْهُ لأُرْوِعَنَّهُ ، قَالَ : فَجِئْتُ الْكَعْبَةَ مِنْ قِبَلِ الْحِجْرِ فَدَخَلْتُ تَحْتَ ثِيَابِهَا فَجَعَلْتُ أَمْشِي رُوَيْدًا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، حَتَّى قُمْتُ فِي قِبْلَتِهِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا ثِيَابُ الْكَعْبَةِ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعْتُ الْقُرْآنَ رَقَّ لَهُ قَلْبِي ، فَبَكَيْتُ وَدَخَلَنِي الإِسْلامُ ، فَلَمْ أَزَلْ قَائِمًا فِي مَكَانِي ذَلِكَ حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ، وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ خَرَجَ عَلَى دَارِ بَنِي أَبِي حُسَيْنٍ ، وَكَانَتْ طَرِيقَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْمَسْعَى ، ثُمَّ يَشْتَدُّ بَيْنَ دَارِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ دَارِ ابْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ ، ثُمَّ عَلَى دَارِ الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ ، حَتَّى يَدْخُلَ بَيْتَهُ ، وَكَانَ مَسْكَنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّارِ الرَّقْطَاءِ الَّتِي كَانَتْ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ عُمَرُ : فَتَبِعْتُهُ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْنَ دَارِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ دَارِ ابْنِ أَزْهَرَ أَدْرَكْتُهُ ، فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسِّي قَامَ ، وَعَرَفَنِي ، فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي إِنَّمَا اتَّبَعْتُهُ لأُوذِيهِ فَنَهَمَنِي ، ثُمَّ قَالَ : " مَا جَاءَ بِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ " ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْ أُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَحَمِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهَ ، وَقَالَ : " قَدْ هَدَاكَ اللَّهُ يَا عُمَرُ " ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرِي وَدَعَا لِي بِالثَّبَاتِ ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
وَمُجَاهِدٍ | مجاهد بن جبر القرشي / ولد في :19 / توفي في :102 | ثقة إمام في التفسير والعلم |
عَطَاءٍ | عطاء بن أبي رباح القرشي / ولد في :26 / توفي في :114 | ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيِّ | عبد الله بن أبي نجيح الثقفي / توفي في :131 | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ | إبراهيم بن سعد الزهري | ثقة حجة |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ | أحمد بن محمد البغدادي | صدوق حسن الحديث |