مسند انس بن مالك


تفسير

رقم الحديث : 12623

قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ ، وَجَدَهُ فَأَقَرَّ بِهِ ، وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ فِي مَكَانٍ آخَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : تَزَوَّجَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ وَالْبَرَاءِ ، قَالَ : فَوَلَدَتْ لَهُ بُنَيًّا ، قَالَ : فَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا ، قَالَ : فَمَرِضَ الصَّبِيُّ مَرَضًا شَدِيدًا ، فَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَقُومُ صَلَاةَ الْغَدَاةِ يَتَوَضَّأُ ، وَيَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّي مَعَهُ ، وَيَكُونُ مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ ، فيَجِيءُ يَقِيلُ وَيَأْكُلُ ، فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ تَهَيَّأَ وَذَهَبَ ، فَلَمْ يَجِئْ إِلَى صَلَاةِ الْعَتَمَةِ ، قَالَ : فَرَاحَ عَشِيَّةً ، وَمَاتَ الصَّبِيُّ ، قَالَ وَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ ، قَالَ فَسَجَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا وَتَرَكَتْهُ ، قَالَ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، كَيْفَ بَاتَ بُنَيَّ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ ، مَا كَانَ ابْنُكَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ ، قَالَ : ثُمَّ جَاءَتْهُ بِالطَّعَامِ ، فَأَكَلَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ ، قَالَ : فَقَامَ إِلَى فِرَاشِهِ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ ، قَالَتْ : وَقُمْتُ أَنَا فَمَسِسْتُ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ مَعَهُ الْفِرَاشَ ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَجَدَ رِيحَ الطِّيبِ ، كَانَ مِنْهُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَهَيَّأُ كَمَا كَانَ يَتَهَيَّأُ كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا طَلْحَةَ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا اسْتَوْدَعَكَ وَدِيعَةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، ثُمَّ طَلَبَهَا فَأَخَذَهَا مِنْكَ ، تَجْزَعُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَتْ : فَإِنَّ ابْنَكَ قَدْ مَاتَ ، قَالَ أَنَسٌ فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا ، وَحَدَّثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا فِي الطَّعَامِ وَالطِّيبِ ، وَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هِيهِ ، فَبِتُّمَا عَرُوسَيْنِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِكُمَا ! " قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا " ، قَالَ : فَحَمَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، قَالَ : فَتَلِدُ غُلَامًا ، قَالَ : فَحِينَ أَصْبَحْنَا قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ : احْمِلْهُ فِي خِرْقَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاحْمِلْ مَعَكَ تَمْرَ عَجْوَةٍ ، قَالَ : فَحَمَلْتُهُ فِي خِرْقَةٍ ، قَالَ : وَلَمْ يُحَنَّكْ ، وَلَمْ يَذُقْ طَعَامًا وَلَا شَيْئًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ ، قَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، مَا وَلَدَتْ ؟ " قُلْتُ غُلَامًا ، قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ " فَقَالَ : " هَاتِهِ إِلَيَّ " فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ، فَحَنَّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ " مَعَكَ تَمْرُ عَجْوَةٍ ؟ " قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَخْرَجْتُ تَمَرَاتٍ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرَةً ، وَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُوكُهَا حَتَّى اخْتَلَطَتْ بِرِيقِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ الصَّبِيَّ ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَجَدَ الصَّبِيُّ حَلَاوَةَ التَّمْرِ ، جَعَلَ يَمُصُّ بَعْضَ حَلَاوَةِ التَّمْرِ وَرِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ أَمْعَاءَ ذَلِكَ الصَّبِيِّ عَلَى رِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حِبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرُ " ، فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ كَثِيرٌ ، قَالَ : وَاسْتُشْهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بِفَارِسَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

صحابي

ابْنِ سِيرِينَ

ثقة ثبت كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى

هَمَّامٌ

ثقة

مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.