باب السنة في الابتداء بالملح لشرفه وفضله


تفسير

رقم الحديث : 203

. . . . . . قَالَ : . . . . . . قَالَ : قَالَ رَسوُلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسَمَّى فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ هُوَ أَبُو طُوَالَةَ ، الْمُكَنَّى فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ ، وَهُوَ مُخْرَجٌ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ : الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلٍ الْعَدْلَ ، بِفَرْخَكَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوكِيُّ ، وَقَدْ أَمْلَى قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " . قَالَ : أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَرِيدَ عَمْرٍو الْعَلِيِّ ، الَّذِي عَظُمَ نَفْعُهُ وَقَدْرُهُ ، وَعَمَّ خَيْرُهُ وَبِرُّهُ ، وَبَقِيَ لَهُ وَلِعَقِبِهِ ذِكْرُهُ ، وَفَخْرُهُ بِالْجَدْبِ الَّذِي عَمَّ ، وَجُمِعَ فِيهِ كُلٌّ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَضَمَّ مَنْ يُجَاوِرُهَا مُتَفَرِّقٌ إِلا طَعَامًا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ . عَمْرٌو الَّذِي هَشَّمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وَرِجَالِ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافٌ , أَوْ أَرَادَ مَا كَانَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَنَائِهِ عَلَى إِرْثِ ذَلِكَ الْفَضْلِ مِنْ آبَائِهِ ، حِينَ بَرَزَ لِقُرَيْشٍ لَمَّا جَمَعَهُمْ لِدُعَائِهِ ، وَأَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ فِيهِ مُعْجِزَتَهُ بِكِفَايَتِهِ مِنْهُ وَإِغْنَائِهِ لِجَمَاعَتِهِمْ ، وَمَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنْهُ ، فَقَدِ ازْدَادُوا بِهِ لَمَّا أَبْصَرُوهُ عَلَى قِلَّتِهِ ، وَتَقْدِيرِهِمْ أَنَّهُ لا يَقُومُ بِإِشْبَاعِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَكِفَايَتِهِ ، يَأْكُلُ أَحَدُهُمْ مِنْ طَعَامِهِ لِعَادَتِهِ وَأَيَّامِهِ قَدْرَ ذَلِكَ ، وَأَكْثَرَ عَلَى أَنَّ مَعْرُوفَ الثَّرِيدِ وَلَوْ كَانَ بِالْمَاءِ وَحْدَهُ يَفْضُلُ ، فَرَدَّ الطَّعَامَ وَوَاحِدَهُ لأَنَّهُ يَكُونُ بِالْمَاءِ ، وَالْقُوتُ الْمَثْرُودُ ، وَفِي ثَرِيدِ كُلِّ طَبِيخٍ بِضُرُوبِ اللِّحْمَانِ وَفُنُونِهَا وَأَنْوَاعِ الْمَايِعَاتِ وَالْجَامِدَاتِ ، الَّتِي يَزِيدُهَا طَبْخُهَا طَعْمُ مَا طُبِخَ بِهِ ، وَفَائِدَتُهُ وَقُوتُهُ وَدَسَمُهُ وَطَهْيُهُ ، وَبِذَلِكَ يَقَعُ فِي غَيْرِهِ الاقْتِنَاءُ وَيَحْصُلُ الإِغْنَاءُ وَالإِشْبَاعُ ، وَالثَّرِيدُ أَفْضَلُ طَعَامٍ ، مَنِ اخْتَارَ وَاعْتَادَ أَنْ يَأْكُلَ الْخُبْزَ وَحْدَهُ ، وَإِثْمُ مَنْ يَعْتَقِدُ غَيْرَ إِثْبَاتِ فَضْلِهَا عَلَى النِّسَاءِ سِوَاهَا مِمَّا قَالَ عَظِيمٌ ، وَحَمْلُ قَوْلِهِ عَلَى خِلافِهِ أَعْظَمُ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : لا أُحِبُّ الثَّرِيدَ بَدِينُهُ مُرِيبٌ وَبِمُرُوقِهِ مِنْهُ قَرِيبٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة