أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرْشِيذْ قَوَلَهْ ، قَالَ : نا الْمَحَامِلِيُّ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خُنْيَسٍ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ نَزَلَ مَنْزِلا فَبَسَطَ سُفْرَتَهُ ، فَمَرَّ بِهِ رَاعِي غَنَمٍ ، فَقَالَ : يَا رَاعِي هَلُمَّ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ : أَوَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، قَالَ : إِنِّي أُبَادِرُ الأَيَّامَ الْخَالِيَةَ ، قَالَ : فَأَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَبْلُوَ عَقْلَهُ ، قَالَ : يَا رَاعِي ، بِعْنَا شَاةً ، قَالَ : لَيْسَتْ لِي ، قَالَ : نُطْعِمُكَ مِنْ لَحْمِهَا وَنُعْطِيكَ ثَمَنَهَا وَتُخْبِرُ صَاحِبَهَا أَنَّ الذِّئْبَ أَكَلَهَا ، قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ فَأَيْنَ اللَّهُ . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا نَافِعُ ، ارْفَعْ سُفْرَتَكَ ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ : قَالَ الرَّاعِي : فَأَيْنَ اللَّهُ ؟ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلَ عَنْ مَوْلَى الرَّاعِي فَاشْتَرَاهُ وَاشْتَرَى الْغَنَمَ مِنْهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِعَتْقِهِ وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ ، قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَعْجَبَهُ مِنْ مَالِهِ شَيْءٌ قَدَّمَهُ لِرَبِّهِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ عَشِيَّةً فِي حِجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ وَزَوْجَتُهُ ، وَهُوَ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ أَعْجَبَهُ سَيْرُهُ فَنَزَلَ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا نَافِعُ ، حُطَّ عَنْهُ وَقَلِّدْهُ وَأَشْعِرْهُ وَأَدْخِلْهُ فِي الْبُدْنِ . قَالَ نَافِعٌ : فَعَرِفَهُ غِلْمَانُهُ بِذَلِكَ فَجَعَلُوا يُشَمِّرُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَلْزَمُونَ الصَّلاةَ ، فَلَمَّا رَآهُمْ أُعْجِبَ بِهِمْ فَأَعْتَقَهُمْ ، فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُمْ وَاللَّهِ يَخْدَعُونَكَ ، فَقَالَ : " مَنْ خَدَعَنَا بِاللَّهِ انْخَدَعْنَا لَهُ " .