أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُودِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْمُقْرِئُ ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَيْرِ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْبَدْرِ بْنِ مُقْبِلِ بْنِ فِتْيَانَ بْنِ مَطَرٍ الْهَزَوَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُنَى ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُنْفَرِدَيْنِ ، بِبَغْدَادَ ، قَالا : أَخْبَرَتْنَا الْجِهَةُ الْعَالِمَة الْكَاتِبَةُ شُهْدَةُ بِنْتُ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الآبُرِيِّ الدَّيْنَوَرِيِّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، قَالَتْ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالى عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ ، فَرَأَى النِّسَاءَ يَلْطُمْنَ وُجُوهَ الْخَيْلِ بِالْخُمُرِ ، فَتَبَسَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ ، كَيْفَ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ " . فَأَنْشَدَهُ : عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهُا كِدَاءُ يُنَازِعُنَا الأَعِنَّةُ مُصْغِيَاتٌ عَلَى أَكْتَافِهَا الأُسُلُ الظَّمَّاءُ تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ يَلْطُمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَدْخِلُوهَا مِنْ حَيْثُ قَالَ حَسَّانٌ " . قُلْتُ : وَأَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ : عَفَتْ ذَاتُ الأَصَابِعِ وَالْجُوَاءِ إِلَى عَذْرَاءَ مَنْزِلُهَا خَلاءُ دِيَارٌ مِنْ بَنِي الْحَشْحَاشِ قَفْرٌ تُعْفِيهَا الرَّوَامِسُ وَالسَّمَاءُ وَكَانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أَنِيسٌ خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ فَدَعْ هَذَا وَلَكِنْ مِنْ لَطِيفٍ يُؤَرِّقُنِي إِذَا هَبَّ الْعِشَاءُ لِشَعْثَاءَ الَّتِي قَدْ تَيَّمَتْهُ فَلَيْسَ لِقَلْبِهِ مِنْهَا شِفَاءُ كَأَنَّ خَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ عَلَى أَنْيَابِهَا أَوْ طَعْمٌ غَضٌّ مِنَ التُّفَّاحِ هَصَرَهُ اجْتِنَاءُ إِذَا مَا الأَشْرِبَاتُ ذَكَرْنَ يَوْمًا فَهُنَّ لِطِيبِ الرَّاحِ الْفِدَاءُ نُوَلِّيهَا الْمَلامَةَ إِنْ أَلَمْنَا إِذَا مَا كَانَ مَغْثً أَوْ لِحَاءُ . . . . . . . .