أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَدْلُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو الْمَحَاسِنِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ الْخُتَنِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ بِظَاهِرِ الْقَاهِرَةِ , قَالَ : أَنْبَا الإِمَامُ الْحَافِظُ رَشِيدُ الدِّينِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْعَطَّارِ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ , قَالَ : سَمِعْتُ الصَّاحِبَ الْوَزِيرَ عِمَادَ الدِّينِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ , قَالَ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الإِمَامَ الْفَقِيهَ الزَّاهِدَ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نَبْهَانَ الرَّقِّيَّ الْغَنَوِيَّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ السَّلامِ بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْهَا فِي الْكَرْخِ , فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ , قَالَ : سَمِعْتُ الْحَافِظَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيَّ , يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْبُخَارِيَّ الْحَافِظَ , يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَافِظَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الأَزْدِيَّ , يَقُولُ : ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَنَانِيُّ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ , قَالَ : ثنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , عَنِ الزُّبَيْدِيِّ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ , أَنْ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى , أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّعْدِيِّ , أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَلِي مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالا , فَإِذَا أُعْطِيْتَ الْعَمَالَةَ رَدَدْتَهَا , فَقُلْتُ : بَلَى . فَقَالَ عُمَرُ : وَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِي أَفْرَاسًا وَأْعَبُدًا وَأَنَا بِخَيْرٍ , وَأُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ عُمَرُ : فَلا تَفْعَلْ ؛ فَإِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْتَ , كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ , فَأَقُولُ : أَعْطِهِ أَفْقَرَ مِنِّي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُذْهُ , تَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ , وَمَا جَاءَكَ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ مِنْ غَيْرِ تَشَرُّفٍ وَلا سُؤَالٍ فَخُذْهُ , وَمَا لا فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " , هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ أَغْرَبِ الأَحَادِيثِ , اجْتَمَعَ فِي إِسْنَادِهِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ , يَرْوِي بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ , وَهُمُ : السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ , وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّعْدِيِّ , وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ , وَمُسْلِمٌ , وَالنَّسَائِيُّ , فِي كُتُبِهِمْ مِنْ طُرُقٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ .