أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبَانٍ التَّمِيمِيُّ , فِيمَا أَجَازَ لَنَا , أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنَ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيَّ , حَدَّثَهُمْ قثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ , قثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ , قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ , يُحَدِّثُ أَنَّ نَاسًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ " قَالُوا : لا , قَالَ : " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ " قَالُوا : لا , قَالَ : " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ , يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِكُلِّ أُمَّةٍ كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِهِ شَيْئًا : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ , فَيَتَّبِعُ الشَّمْسَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ , وَيَتَّبِعُ الْقَمَرَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ , وَيَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ , وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا , فَيَأْتِيهِمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ , فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ , فَاتَّبِعُونِي , فَيَقُولُونَ : هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا , فَإِذَا رَأَيْنَا رَبَّنَا عَرَفْنَاهُ , فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَهُ , فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ , فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا , فَيَتَّبِعُونَهُ , فَيَضْرِبُ الصِّرَاطَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ " , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ عَلَى الصِّرَاطِ , وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلا الرُّسُلُ , وَقَوْلُهُمْ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأُجِيزُ أُمَّتِي , وَفِي النَّارِ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ , هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَإِنَّهَا نَحْوُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لا يُعْلَمُ عِظَمَهَا إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , يَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ كَالْمُوبِقِ فِي جَهَنَّمَ بِعَمَلِهِ , وَالْمُجَازَى ثُمَّ يَنْجُو , فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقِصَاصِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ رَحْمَتَهُ مِمَّنْ فِي النَّارِ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ جَهَنَّمَ مَنْ أَرَادَ رَحْمَتَهُ , فَيُخْرِجُوهُمْ , وَيَعْرِفُوهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ , وَحَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ آثَارَ السُّجُودِ , فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتُحِشُوا , فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ , حَتَّى يَبْقَى رَجُلٌ هُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا قَاعِدٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى جَهَنَّمَ , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَحْرَقَنِي وَقَشَبَنِي رِيحُهَا , وَيَدْعُو مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لا , وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُ غَيْرَهُ , وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قَبْلَ الْجَنَّةِ , فَإِذَا بَرَزَتْ لَهُ الْجَنَّةُ رَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ , ثُمَّ قَالَ : أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ , فَيَقُولُ اللَّهُ : وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ! فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ , وَيَدْعُو حَتَّى يَقُولَ اللَّهُ : فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ , ثُمَّ يُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ , فَيُقَدِّمُهُ إِلَيْهِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ , فَإِذَا قَدِمَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالسُّرُورِ , ثُمَّ يَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ , ثُمَّ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ , فَيَقُولُ : أَوَلَيْسَ قَدْ أُعْطِيتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لا تَسْأَلُ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ لا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ , فَلا يَزَالُ يَدْعُو وَيَسْأَلُهُ حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ , ثُمَّ يَقُولُ : تَمَنَّ , فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِيُّ , وَيُذَكِّرُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ : فَيَقُولُ : وَمِنْ كَذَا وَكَذَا , فَيَسْأَلُ حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ نَفْسُهُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ " . قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ : وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ حِينَ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ لا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَمْ أَحْفَظْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ ذَلِكَ : وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا الْجَنَّةَ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ الشَّامِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ غَنْمٍ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الأَنْصَارِيُّ . وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي يَحْمُدَ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَلاعِيِّ الْحِمْصِيِّ , عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الزُّبَيْدِيِّ , عَنْهُ . وَبَقِيَّةُ صَحِيحُ الْحَدِيثِ إِذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ الْمَشْهُورِينَ , غَيْرَ أَنَّهُ كَثِيرًا مَا يَرْوِي عَنِ الْمَجْهُولِينَ بِالْمَنَاكِيرِ , وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ لِبَقِيَّةَ أَحَادِيثَ فَتَابَعَهُ . أَخْرَجَ مُحَمَّدٌ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ : عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيِّ الْمَدِينِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ . وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ : عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ . وَقَدْ رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ , وَمَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ , وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَرَوَاهُ سَلامَةُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خَالِدٍ , عَنْ عَمِّهِ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ . وَلَمْ يَذْكُرْ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَلا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ , وَالْمَوْصُولُ صَحِيحٌ , وَسَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَأَبِي سَعِيدٍ . وَلَمْ يَذْكُرْ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَلا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ , وَالْمَوْصُولُ صَحِيحٌ , وَسَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ لا يُعْتَدُّ بِاخْتِلافِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ | عطاء بن يزيد الجندعي / ولد في :25 / توفي في :105 | ثقة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ | محمد بن الوليد الزبيدي / ولد في :76 / توفي في :146 | ثقة ثبت |
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ | بقية بن الوليد الكلاعي | صدوق كثير التدليس عن الضعفاء |
أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ | أحمد بن الفرج الكندي | صدوق حسن الحديث |
أَبَا الْحَسَنِ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنَ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيَّ | خيثمة بن سليمان القرشي | ثقة مأمون |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبَانٍ التَّمِيمِيُّ | أبو محمد بن أبي نصر التميمي / ولد في :327 / توفي في :420 | ثقة مأمون |