عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَرُّوشَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : " كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ لِيَفْتِنَهُ ، فَازْدَادَ عِبَادَةً ، فَتَمَثَّلَ لَهُ بِرَجُلٍ ، فَقَالَ : أَصْحَبُكَ ؟ فَقَالَ الْعَابِدُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَصَحِبَهُ ، فَكَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَيُطِيفُ بِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَلَكًا ، فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْطَانُ عَرَفَهُ ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الإِنْسَانُ ، فَكَانَ إِذَا مَشَى تَخَلَّفَ الشَّيْطَانُ ، فَمَدَّ الْمَلَكُ يَدَهُ نَحْوَ الشَّيْطَانِ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ، قَتَلْتَهُ وَهُوَ مِنْ حَالِهِ ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى نَزَلا قَرْيَةً ، فَأَنْزَلُوهُمَا وَضَيَّفُوهُمَا ، فَأَخَذَ الْمَلَكُ مِنْهُمْ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَمْسَيَا ، فَنَزَلا قَرْيَةً أُخْرَى فَلَمْ يُبَيِّتُوهُمَا ، وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا ، فَأَعْطَاهُمُ الْمَلَكُ الإِنَاءَ ، فَقَالَ لَهُ : أَمَّا مَنْ أَضَافَنَا فَأَخَذْتَ إِنَاءَهُمْ ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُضيِّفْنَا فَأَعْطَيْتَهُمْ إِنَاءَ الآخَرِينَ ، فَلَنْ تَصْحَبَنِي ، فَقَالَ : أَمَّا الَّذِي قَتَلْتُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يَفتِنَكَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ أَخَذْتُ مِنْهُمُ الإِنَاءَ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ ، فَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ ، وَكَانَ هَؤُلاءِ قَوْمًا فَاسِقِينَ ، فَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ ، ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ " .