أنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَنَّا مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَوْمٌ قَدْ أَصَابَهُمْ بَلاءٌ وَشِدَّةٌ وَجَوْرٌ فِي أَحْكَامِ اللَّهِ , وَسُنَنٌ خَبِيثَةٌ اسْتَنَّهَا عَلَيْهِمْ عَامَلُ سُوءٍ ، وَإِنَّ أَقْوَمَ الدِّينِ الْعَدْلُ وَالإِحْسَانُ ، فَلا تَكُونَنَّ بِشَيْءٍ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكِ ، أَنْ تُوَطِّنَهَا الطَّاعَةَ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَإِنَّهُ لا قَلِيلَ مِنَ الإِثْمِ ، وَأَمَرْتُكَ أَنْ تُطَرِّزَ عَلَيْهِمْ أَرَضِيَهُمْ ، وأَنْ لا تَحْمِلَ خَرَابًا عَلَى عَامِرٍ ، وَلا عَامِرًا عَلَى خَرَابٍ ، وَانْظُرِ الْخَرَابَ فَخُذْ مِنْهُ مَا أَطَاقَ وَأَصْلِحْهُ حَتَّى يَعْمُرَ ، وَلا تَأْخُذْ مِنَ الْعَامِرِ إِلا وَظِيفَةَ الْخَرَاجِ فِي رِفْقٍ وَتَسْكِينٍ لأَهْلِ الأَرْضِ ، وَلا تَأْخُذْ مِنَ الْخَرَاجِ إِلا وَزْنَ سَبْعَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبْيَنُ وَلا أُجُورَ الضَّرَابِينَ وَلا إِذَابَةَ الْفِضَّةِ ، وَلا هَدِيَّةَ النَّيْرُوزِ وَالْمِهْرَجَانِ وَلا ثَمَنَ الصُّحُفِ ، وَلا أُجُورَ الْبُيُوتِ وَلا دَرَاهِمَ النِّكَاحِ ، وَلا خَرَاجَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَاتَّبِعْ فِي ذَلِكَ أَمْرِي ، فَإِنِّي قَدْ وُلِّيتُك مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ وَلانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلا تَعْجَلْ دُونِي بِقَطْعٍ وَلا صَلْبٍ حَتَّى تُرَاجِعَنِي فِيهِ ، وَانْظُرْ فَمَنْ أَرَادَ مِنَ الذُّرِّيَّةِ الْحَجَّ ، فَعَجِّلْ لَهُ مِائَتَهُ فَلْيَتَهَجَّرْ بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلامُ " . قَالَ هَاشِمٌ : خَلا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ فَمَا زَالَ يَسْتَعِيدُهُ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى حِفِظَهُ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَوْلُهُ : مِنَ الذُّرِّيَّةِ . يَعْنِي : مَنْ كَانَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |