أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوَازنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، انْصَرَفَ فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ ضَوَى إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ يَسْأَلُونَهُ غَنَائِمَهُمْ ، حَتَّى عَدَلُوا نَاقَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَى سَمُرَاتٍ فَمَرَشْنَ ظَهْرَهُ ، وَأَخَذْنَ رِدَاءَهُ ، فَقَالَ : نَاوِلُونِي رِدَائِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَجِدُونِي بَخِيلا ، وَلا جَبَانًا ، وَلا كَذَّابًا ، لَوْ كَانَ لَكُمْ مِثْلُ سَمُراتُ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ . فَنَزَلَ وَنَزَلَ النَّاسُ حَوْلَهُ ، فَأَقْبَلَتْ هَوَازنُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتُمُ الْوَلَدُ ، وَنَحْنُ الْوَالِدُ ، أَتَيْنَاكَ نَتَشَفَّعُ بِكَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَنَتَشَفَّعُ بِالْمُؤْمِنِينَ إِلَيْكَ ، مَا أَصَبْتُمْ مِنْ ذَرَارِيِّنَا وَنِسَائِنَا ، فَرُدُّوهُ إِلَيْنَا ، وَمَا أَصَبْتُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا ، فَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ طَيِّبَةً بِهِ أَنْفُسُنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ الْعَشِيُّ ، فَقُومُوا ، فَقُولُوا مِثْلَ مَقَالَتِكُمْ هَذِهِ " . فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَتْ هَوَازنُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتُمُ الْوَلَدُ ، وَنَحْنُ الْوَالِدُ ، أَتَيْنَاكَ نَتَشَفَّعُ بِكَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَنَتَشَفَّعُ بِالْمُؤْمِنِينَ إِلَيْكَ ، مَا أَصَبْتُمْ مِنْ ذَرَارِيِّنَا وَنِسَائِنَا ، فَرُدُّوهُ إِلَيْنَا ، وَمَا أَصَبْتُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا ، فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ طَيِّبَةً بِهِ أَنْفُسُنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا كَانَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، فَهُوَ لَكُمْ " . وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ . وَقَالَتِ الأَنْصَارُ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ . وَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي تَمِيمٍ فَلا أَهَبُهُ . وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ : وَمَا كَانَ لِي وَلِغَطَفَانَ ، فَلا أَهَبُهُ ، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ فَلا أَهَبُهُ . وَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ : مَا كَانَ لِلْعَبَّاسِ ، فَلْيَصْنَعْ بِهِ مَا شَاءَ ، وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَرَةً بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُ لا يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ مِثْلُ هَذِهِ إِلا الْخُمُسَ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ قَوِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرُدُّ عَلَى ضَعِيفِهِمْ ، وَأَقْصَاهُمْ عَلَى أَدْنَاهُمْ ، وَيَعْقِدُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ | عمرو بن شعيب القرشي / توفي في :118 | ثقة |
الأَوْزَاعِيُّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ | محمد بن يوسف الفريابي / ولد في :120 / توفي في :212 | ثقة |