قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنِي قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَوِ ابْنَ أَبِي قَيْسٍ ، يَقُولُ : كُنْتُ فِيمَنْ تَلَقَّى عُمَرَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ مَقْدِمَهُ الشَّامَ ، فَبَيْنَا عُمَرُ يَسِيرُ ، إِذْ لَقِيَهُ الْمُقَلِّسُونَ مِنْ أَهْلِ أَذْرِعَاتٍ بِالسُّيُوفِ وَالرَّيْحَانِ ، فَقَالَ عُمَرُ : " مَهْ ، رُدُّوهُمْ وَامْنَعُوهُمْ " . فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذِهِ سُنَّةُ الْعَجَمِ ، أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا ، وَإِنَّكَ إِنْ تَمْنَعْهُمْ مِنْهَا يَرَوْا أَنَّ فِيَ نَفْسِكَ نَقْضًا لِعَهْدِهِمْ . فَقَالَ عُمَرُ : دَعُوهُمْ ، عُمَرُ وَآلُ عُمَرَ فِي طَاعَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْمُقَلِّسُونَ قَوْمٌ يَلْعَبُونَ بِلُعْبَةٍ لَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ الأُمَرَاءِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْهِمْ ، فَأَنْكَرَهَا عُمَرُ وَكَرِهَهَا ، ثُمَّ أَقَرَّهَا ، لأَنَّهَا كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً لَهُمْ قَبْلَ الصُّلْحِ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ سُنَّتِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَكَنَائِسِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَوَقَعَ الصُّلْحُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ لأَحَدٍ نَقْضُهُ وَهُوَ تَأْوِيلُ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَقَوْلِهِ : وَمَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُوَفُّوا لَهُمْ بِهِ . وَفِي مِثْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |