أنا أنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ ، قَالَ : ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الصُّفَّرَ ، قَالَ وَاثِلَةُ : رَكِبْتُ فَرَسِي ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَسِيرُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِ الْجَابِيَةِ ، قَالَ : فَنَزَلْتُ عَنْ فَرَسِي فَمَعَكْتُهُ ، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ سَرْجَهُ ، ثُمَّ اعْتَمَدْتُ عَلَى رُمْحِي ، فَسَمِعْتُ صَرِيرَ فَتْحِ بَابِ الْجَابِيَةِ ، فَإِذَا أَنَا بِأُنَاسٍ قَدْ خَرَجُوا خَرَّائِينَ ، فَقُلْتُ : قَبِيحٌ مِنِّي أَحْمِلُ عَلَى رَحْلٍ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْحَالِ فَلَمْ يَكُنْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى خَرَجَتْ خَيْلٌ عَظِيمَةٌ ، فَأَمْهَلْتُهَا حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ دَيْرِ ابْنِ أَوْفَى حَمَلْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ، ثُمَّ كَبَّرْتُ فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ أُحِيطَ بِمَدِينَتِهِمْ فَأَجْفَلُوا رَاجِعِينَ ، قَالَ : وَشَدَدْتُ عَلَى عَظِيمِهِمْ ، فَدَعَسْتُهُ بِالرُّمْحِ فَوَقَعَ ، وَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى بِرْذَوْنِهِ فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ ، ثُمَّ رَكَضْتُهُ حَتَّى أَبْهَرْتُهُ ، فَنَظَرُوا إِلَيَّ فَلَمَّا رَأَوْنِي وَحْدِي أَقْبَلُوا عَلَيَّ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ بَدَرَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَرَمَيْتُ بِالْعَنَانِ عَلَى قَرَبُوسِ السَّرْجِ ، ثُمَّ عَطَفْتُ عَلَيْهِ فَدَعَسْتُهُ بِالرُّمْحِ فَقَتَلْتُهُ ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَى الْبِرْذَوْنِ وَاتَّبَعُونِي فَالْتَفَتُّ فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ بَدَرَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ، فَأَلْقَيْتُ الْعَنَانَ عَلَى قَرَبُوسِ السَّرْجِ ، ثُمَّ عَطَفْتُ عَلَيْهِ فَدَعَسْتُهُ بِالرُّمْحِ فَقَتَلْتُهُ حَتَّى وَالَيْتُ بَيْنَ ثَلاثَةٍ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا أَصْنَعُ انْطَلِقُوا رَاجِعِينَ وَأَقْبَلْتُ أَسِيرُ حَتَّى أَتَيْتُ الصُّفَّرَ ، فَأَتَيْتُ مَنْزِلِي فَرَبَطْتُ الْبِرْذَوْنَ وَنَزَعْتُ عَنْهُ سَرْجَهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَذَكَرْتُ مَا صَنَعْتُ وَعِنْدَهُ عَظِيمُ الرُّومِ ، قَدْ كَانَ خَرَجَ يَلْتَمِسُ الأَمَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ : " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَتَلَ فُلانًا ، يَعْنِي : خَلِيفَتَهُ . فَقَالَ : مَتَانُوسْ وَهِيَ بِالْعَرَبِيَّةِ مُعَاذَ اللَّهِ فَأَقْبَلَ وَاثِلَةُ بِالْبِرْذَوْنِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عَظِيمُ الرُّومِ عَرَفَهُ ، فَقَالَ : أَتَبِيعُنِي السَّرْجَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : لَكَ بِهِ عَشْرَةُ آلافٍ . قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِوَاثِلَةَ : بِعْهُ . فَقَالَ وَاثِلَةُ : بِعْهُ أَنْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ " . فَبَاعَهُ وَسَلَّمَ إِلَيَّ سَلَبَهُ كُلَّهُ ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَأَرَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُرَاوَضَةَ فِي طَلَبِ الأَمَانِ ، وَلَمْ يُسْتَحْكَمْ ، وَقَدْ صَارَ آخِرُ أَمْرِهَا إِلَى الصُّلْحِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ | واثلة بن الأسقع الليثي / توفي في :85 | صحابي |