باب نفل السلب وهو الذي لا خمس فيه


تفسير

رقم الحديث : 889

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ : " لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ سورة الأنفال آية 68 ، قَالَ لأَهْلِ بَدْرٍ : لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ مِنَ الْفِدَاءِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة الأنفال آية 68 " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أنا حَجَّاجُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ ، قَالَ : كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ . عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : ثُمَّ نَزَلَتْ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا سورة الأنفال آية 69 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْحَدِيثُ فِي هَذَا كَثِيرٌ فَنَفَّلَ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ الْمَغَانِمَ خُصُوصَةً خَصَّهُمْ بِهَا دُونَ سَائِرِ الأُمَمِ فَهَذَا أَصْلُ النَّفَلِ ، وَبِهِ سُمِّيَ مَا جَعَلَهُ الإِمَامُ لِلْمُقَاتِلَةِ نَفْلا وَهُوَ تَفْضِيلُهُ بَعْضَ الْجَيْشِ عَلَى بَعْضٍ بِشَيْءٍ سِوَى سِهَامِهِمْ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ عَلَى قَدْرِ الْغِنَاءِ عَنِ الإِسْلامِ ، وَالنِّكَايَةِ فِي الْعَدُوِّ وَفِي هَذَا النَّفَلِ الَّذِي يُنَفِّلُهُ الإِمَامُ سُنَنٌ أَرْبَعٌ ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَوْضِعٌ غَيْرُ مَوْضِعِ الأُخْرَى : فَإِحْدَاهُنَّ : فِي النَّفَلِ الَّذِي لا خُمُسَ فِيهِ ، وَالثَّانِيَةُ : فِي النَّفَلِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْغَنِيمَةِ بَعْدَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ ، وَالثَّالِثَةُ : فِي النَّفَلِ مِنَ الْخُمُسِ نَفْسِهِ ، وَالرَّابِعَةُ : فِي النَّفَلِ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَنْ يُخَمَّسَ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَأَمَّا الَّذِي لا خُمُسَ فِيهِ فَإِنَّهُ السَّلَبُ وَذَلِكَ أَنْ يَنْفَرِدَ الرَّجُلُ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِ ، فَيَكُونُ لَهُ سَلَبُهُ مُسْلِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمَّسَ ، أَوْ يُشْرِكَهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعَسْكَرِ وَأَمَا الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بَعْدَ الْخُمُسِ ، وَهُوَ أَنْ يُوَجِّهَ الإِمَامُ السَّرَايَا فِي أَرْضِ الْحَرْبِ فَتَأْتِيَ بِالْغَنَائِمِ ، فَيَكُونُ لِلسَّرِيَّةِ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّبُعُ أَوِ الثُّلُثُ بَعْدَ الْخُمُسِ ، وَأَمَّا الثَّالِثُ ، فَأَنْ تُحَازَ الْغَنِيمَةُ كُلُّهَا ثُمَّ تُخَمَّسُ ، فَإِذَا صَارَ الْخُمُسُ فِي يَدَيِ الإِمَامِ ، نَفَلَ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى ، وَأَمَا الَّذِي يَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ ، فَمَا يُعْطَى الأَدِلاءَ عَلَى عَوْرَةِ الْعَدُوِّ وَرُعَاءَ الْمَاشِيَةِ وَالسَّوَّاقِ لَهَا وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا مَنْفَعَةٌ لأَهْلِ الْعَسْكَرِ جَمِيعًا وَفِي كُلِّ ذَلِكَ أَحَادِيثَ وَاخْتِلافٌ ، سَتَأْتِي فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.