أنا أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، أنا ابْنُ ثَوْبَانَ ، حَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْحَسَنَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ " إِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ فِي دَمٍ مُفْظِعٍ , أَوْ غُرْمٍ مُثْقِلٍ ، أَوْ فَقْرٍ مُجْهِدٍ , حَلَّتْ لَكَ الْمَسْأَلَةُ " , ثُمَّ أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ " . قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : فَهَؤُلاءِ جُمْلَةُ مَنْ تَحِلُّ لَهُمُ الْمَسْأَلَةُ , وَهُمْ سِتَّةُ أَصْنَافٍ : صَاحِبُ الْفَتْقِ , وَصَاحِبُ الْجَائِحَةِ , وَصَاحِبُ الْفَاقَةِ , وَالَّذِي يَسْأَلُ مَحْرَمَهُ , وَالَّذِي يَسْأَلُ السُّلْطَانَ , وَالَّذِي قَدْ أَثْقَلَهُ الْغَرِيمُ . فَأَمَّا الْفَتْقُ : فَالْحَرْبُ تَكُونُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ , فَيَقَعُ بَيْنَهُمُ الدِّمَاءُ وَالْجِرَاحَاتُ , فَيَتَحَمَّلُهَا رَجُلٌ لِيُصْلِحَ بِذَلِكَ بَيْنَهُمْ , وَلِحَقْنِ دِمَائِهِمْ , فَيَسْأَلُ فِيهَا , وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا , حَتَّى يُؤَدِّيَهَا , وَهُوَ صَاحِبُ الْحَمَالَةِ , وَالْحَمَالَةُ الْكَفَالَةُ . وَأَمَّا صَاحِبُ الْجَائِحَةِ : فَرَجُلٌ أَصَابَتْ مَالَهُ جَائِحَةٌ , فَذَهَبَتْ بِهِ , فَإِنَّهُ يَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ , وَهُوَ مَا يَسُدُّ بِهِ حَاجَتَهُ , ثُمَّ يُمْسِكُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ سَدَدْتَ بِهِ حَالا فَهُوَ سَدَادٌ . وأَمَّا الْفَاقَةُ : فَالْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ , وَقَوْلُهُ : حَتَّى يَشْهَدَ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ أَنْ قَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ , يَقُولُ : حَتَّى تَبْلُغَ الْحَاجَةُ مِنْهُ مَبْلَغَهَا , لِيَشْهَدَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ مِنْ قَوْمِهِ أَنْ قَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ , وَلا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَشْهَدُوا لَهُ حَتَّى يَكُونَ بِحَالٍ إِلا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مَا يُغَدِّي أَهْلَهُ أَوْ يُعَشِّيهِمْ ، ومِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا : إِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ مِنْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ ، أَيْ : مِنْ فَقْرٍ قَدْ أَلْزَقَكَ بِالدَّقْعَاءِ , وَهُوَ التُّرَابُ , حَتَّى لا تَتَوَارَى مِنْهُ بِشَيْءٍ , فَقَدْ وَجَبَ حَقُّكَ . وَإِنَّمَا أُرْخِصَ لِهَؤُلاءِ فِي الْمَسْأَلَةِ دُونَ غَيْرِهِمْ , لأَنَّ صَاحِبَ الْحَمَالَةِ إِنَّمَا يَسْأَلُ فِي دَيْنِ غَيْرِهِ , يُرِيدُ الإِصْلاحَ وَتَسْكِينَ الْحَرْبِ بَيْنَ النَّاسِ وَصَاحِبُ الْجَائِحَةِ وَالْفَاقَةِ إِنَّمَا يَسْأَلانِ مِنَ الْحَاجَةِ الَّتِي قَدْ أَصَابَتْهُمَا وَالَّذِي يَسْأَلُ مَحْرَمَهُ إِنَّمَا يَسْأَلُ أَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ , وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَالَّذِي يَسْأَلُ السُّلْطَانَ إِنَّمَا يَسْأَلُ مِنْ حَقِّهِ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَصَاحِبُ الْغُرْمِ الْمُثْقِلِ , إِنَّمَا يَسْأَلُ فِي دَيْنِهِ , وَقَدْ فَرَضَ اللَّهُ لِلْغَارِمِينَ مِنَ الصَّدَقَاتِ سَهْمًا مَعْلُومًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |