كتاب الفيء ووجوهه وسبيله


تفسير

رقم الحديث : 82

أنا أنا أَبُو نُعَيْمٍ أنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَقَدْ قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْفَيْءَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ، قَبْلَ أَنْ تُفْتَحَ فَارِسُ وَالرُّومُ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : نَرَى عَبْدَ اللَّهِ إِنَّمَا تَأَوَّلَ الآيَةَ الَّتِي تَأَوَّلَهَا عُمَرُ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ سورة الحشر آية 10 لأَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ ، إِنَّمَا افْتُتِحَتَا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ فَيْئهُمَا لِمَنْ يَجِيءُ بَعْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا وَقَبْلَ أَنْ تُفْتَتَحَا ، فَالأَمْوَالُ الَّتِي تَلِيهَا أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ هِيَ هَذِهِ الثَّلاثَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا عُمَرُ وَتَأَوَّلَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ : الْفَيْءُ ، وَالْخُمُسُ ، وَالصَّدَقَةُ ، وَهِيَ أَسْمَاءٌ مُجْمَلَةٌ يَجْمَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَنْوَاعًا مِنَ الْمَالِ ، فَأَمَّا الصَّدَقَةُ فَزَكَوَاتُ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ : الذَّهَبِ ، وَالْوَرِقِ ، وَالإِبِلِ ، وَالْبَقَرِ ، وَالْغَنَمِ ، وَالْحَبِّ ، وَالثِّمَارِ ، وَهِيَ لِلأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ ، لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِيهَا سِوَاهُمْ ، وَلَهَا قَالَ عُمَرُ : هَذِهِ لِهَؤُلاءِ ، وَأَمَّا الْفَيْءُ ، فَمَا اجْتُبِيَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الذِّمَّةِ مِمَّا صُولِحُوا عَلَيْهِ مِنْ جِزْيَةِ رُءُوسِهِمُ الَّتِي بِهَا حُقِنَتْ دِمَاؤُهُمْ ، وَحُرِّمَتْ أَمْوَالُهُمْ ، وَمِنْهُ خَرَاجُ الأَرَضِينَ الَّتِي افْتُتِحَتْ عَنْوَةً ، ثُمَّ أَقَرَّهَا الإِمَامُ فِي أَيْدِي أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَى طَسْقٍ يُؤَدُّونَهُ ، وَمِنْهُ وَظِيفَةُ أَرْضِ الصُّلْحِ الَّتِي مَنَعَهَا أَهْلُهَا حَتَّى صُولِحُوا مِنْهَا عَلَى خَرْجٍ مُسَمًّى ، وَمِنْهُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ تُجَّارِ الْمُشْرِكِينَ فِي أَسْفَارِهِمْ ، فَكُلُّ هَذَا مِنَ الْفَيْءِ ، وَهُوَ الَّذِي يَعُمُّ الْمُسْلِمِينَ ، غَنِيَّهُمْ وَفَقِيرَهُمْ فَيَكُونُ فِي أَعْطِيَةِ الْمُقَاتِلَةِ ، وَأَرْزَاقِ الذُّرِّيَّةِ ، وَمَا يَنُوبُ الإِمَامُ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، بِحُسْنِ النَّظَرِ لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ ، وَأَمَّا الْخُمُسُ ، فَخُمُسُ غَنَائِمِ أَهْلِ الْحَرْبِ ، وَالرّكَازِ الْعَادِي ، وَمَا كَانَ مِنْ مَعْدَنٍ أَوْ عِوَضٍ ، فَهُوَ الَّذِي اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ لِلأَصْنَافِ الْخَمْسَةِ الْمُسَمَّيْنَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَلَهَا قَالَ عُمَرُ : هَذِهِ لِهَؤُلاءِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : سَبِيلُ الْخُمُسِ سَبِيلُ الْفَيْءِ يَكُونُ حُكْمُهُ إِلَى الإِمَامِ ، إِنْ رَأَى أَنْ يَجْعَلَهُ فِيمَنْ سَمَّى اللَّهُ جَعَلَهُ ، وَإِنْ رَأَى أَنَّ أَفْضَلَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَأَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَى غَيْرِهِمْ صَرَفَهُ ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ سُنَنٌ وَآثَارٌ تَأْتِي فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ اللَّهِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.