باب ارض العنوة تقر بايدي اهلها ويوضع عليها الطسق والخراج


تفسير

رقم الحديث : 227

أنا أَبُو الأَسْوَدِ ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُغْلَبَ أَهْلُ المُدْيِ عَلَى مُدْيِهِمْ ، وَأَهْلُ الْقَفِيزِ عَلَى قَفِيزِهِمْ ، وَأَهْلُ الأرْدَبِّ عَلَى إِرْدَبِّهِمْ ، وَأَهْلُ الدِّينَارِ عَلَى دِينَارِهِمْ ، وَأَهْلُ الدِّرْهَمِ عَلَى دِرْهَمِهِمْ ، وَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلادِهِمْ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَمَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، إنَّ هَذَا كَائِنٌ ، وأَنَّهُ سَيُمْنَعُ بَعْدُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَاسْمَعْ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّرْهَمِ وَالْقَفِيزِ ، كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِأَهْلِ السَّوَادِ ، فَهُوَ عِنْدِي الثَّبَتُ ، وَفِي تَأْوِيلِ فِعْلِ عُمَرَ أَيْضًا ، حِينَ وَضَعَ الْخَرَاجَ وَوَظَّفَهُ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ الْعِلْمِ : أَنَّهُ جَعَلَهُ شَامِلا عَامًّا عَلَى كُلِّ مَنْ لَزِمَهُ الْمِسَاحَةُ ، وَصَارَتِ الأَرْضُ فِي يَدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ أَوْ صَبِيٍّ أَوْ مُكَاتَبٍ أَوْ عَبْدٍ ، فَصَارُوا مُتَسَاوِيينَ فِيهَا لَمْ يُسْتَثْنَ أَحَدٌ دُونَ أَحَدٍ ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ فِي دِهْقَانَةِ نَهْرِ الْمَلِكِ حِينَ أَسْلَمَتْ ، فَقَالَ : دَعُوهَا فِي أَرْضِهَا تُؤَدِّي عَنْهَا الْخَرَاجَ ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهَا مَا أَوْجَبَ عَلَى الرِّجَالِ ، وَفِي تَأْوِيلِ حَدِيثِ عُمَرَ مِنَ الْعِلْمِ أَيْضًا ، أَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَ الْخَرَاجَ عَلَى الأَرَضِينَ الَّتِي تُغَلُّ ، مِنْ ذَوَاتِ الْحَبِّ وَالثِّمَارِ ، وَالَّتِي تَصْلُحُ لِلْغُلَّةِ مِنَ الْعَامِرِ وَالْغَامِرِ ، وَعَطَّلَ مِنْهَا الْمَسَاكِنَ وَالدُّورَ الَّتِي هِيَ مَنَازِلُهُمْ ، فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ فِيهَا شَيْئًا ، وَيُقَالُ : إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ مِنْ لَدُنْ تُخُومِ الْمَوْصِلِ ، مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بِبِلادِ عَبَّادَانِ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ هَذَا طُولُهُ ، أَمَّا عَرْضُهُ ، فَحَدُّهُ مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ إِلَى مُنْتَهَى طَرَفِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلِ بِالْعُذَيْبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ ، فَهَذِهِ حُدُودُ السَّوَادِ ، وَعَلَيْهِ وَقَعَ الْخَرَاجُ ، وَيُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، أَنَّهُ قَالَ : " أَرْضُ الْخَرَاجِ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ " . وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ ، يَقُولُ : هِيَ كُلُّ أَرْضٍ بَلَغَهَا مَاءُ الْخَرَاجِ . سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُهُ عَنْهُ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَمِمَّا يُثَبِّتُ حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عُمَرَ ، فِيمَا أَعْطَى جَرِيرًا وَقَوْمَهُ مِنَ السَّوَادِ ، الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِجَرِيرٍ : " لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا جُعِلَ لَكُمْ " . فَقَدْ بَيَّنَ لَكَ قَوْلَهُ هَذَا أَنَّهُ كَانَ جَعَلَهُ لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ نَفْلا ، وَمِمَّا يُثَبِّتُ حَدِيثَهُ فِي الدِّرْهَمِ وَالْقَفِيزِ ، الْحَدِيثُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَلَمْ يَأْتِنَا عَنْ عُمَرَ فِيمَا فَرَضَ عَلَى أَرْضِ السَّوَادِ وَجْهٌ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا ، وَهُوَ الَّذِي يُحَدِّثُهُ عَنْهُ مُجَالِدٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَيُصَدِّقُهُمَا حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا " . فَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عِنْدِي أَنَّ عُمَرَ ، إِنَّمَا أَعْطَاهُمُ الأَرْضَ الْبَيْضَاءَ بِخَرَاجٍ مَعْلُومٍ كَالرَّجُلِ يُكْرِي أَرْضَهُ بِأُجْرَةٍ مُسَمَّاةٍ ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى الْخَرَاجِ فِي كَلامِ الْعَرَبِ ، إِنَّمَا هُوَ الْكِرَاءُ وَالْغَلَّةُ ، أَلا تُرَاهُمْ يُسَمَّوْنَ غَلَّةَ الأَرْضِ وَالدَّارَ وَالْمَمْلُوكَ خَرَاجًا ، وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ " قَضَى أَنَّ الْخَرَاجَ بِالضَّمَانِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة ثبت

سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ

ثقة

عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ

ثقة

ابْنُ لَهِيعَةَ

ضعيف الحديث

أَبُو الأَسْوَدِ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.