باب ما يحل للمسلمين من اهل الذمة وما صولحوا عليه


تفسير

رقم الحديث : 581

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أنا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أنا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ وَبَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ وَعَلِيُّ يَخْتَصِمَانِ ، فَذَكَرَ عُمَرُ الأَمْوَالَ ، ثُمّ قَرَأَ عُمَرُ هَذِهِ الآيَةَ : مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِلَى قَوْلِهِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ سورة الحشر آية 7 - 8 , وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ سورة الحشر آية 9 ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ سورة الحشر آية 10 ، قَالَ : فَاسْتَوْعَبَتْ هَذِهِ الآيَةُ النَّاسَ ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا وَلَهُ فِيهَا حَقٌّ ، أَوْ قَالَ : حَظٌّ ، إِلا بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ مِنْ أَرِقَّائِكُمْ ، وَإِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَيُؤْتَيَنَّ كُلُّ مُسْلِمٍ حَقَّهُ , أَوْ قَالَ : حَظَّهُ ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّاعِي بِسَرْوِ حِمْيَرَ ، لَمْ يَعْرَقْ فِيهِ جَبِينُهُ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَهَذِهِ آيَةُ الْفَيْءِ ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الآيَةَ مُحِيطَةٌ بِالْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَخْلُو أَنْ يَكُونَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ ، ثُمَّ اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ أَيْضًا ، فَقَالَ قَائِلُونَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ غِنَاءٌ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي جِهَادِ عَدُوٍّ أَوْ قِيَامٍ بِحُكْمٍ أَوِ اجْتِبَاءِ مَالٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَرْجِعُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نَفْعُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ وَالْمَسْكَنَةِ ، فَلا حَقَّ لَهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ كُلُّهُمْ فِي الْفَيْءِ ، لأَنَّهُمْ أَهْلُ دِينٍ وَقِبْلَةٍ ، وَهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الأُمَمِ ، يُوَاسِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا , وَيَرُدُّ أَقْصَاهُمْ عَلَى أَدْنَاهُمْ ، يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلَى كَلامِ عُمَرَ ، مَعَ احْتِجَاجِهِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ ، فَاخْتَلَفُوا لاخْتِلافِ هَذَيْنِ الْحُكْمَيْنِ عِنْدَهُمْ : حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَدِيثُ عُمَرَ ، وَكَذَلِكَ هُمَا فِي الظَّاهِرِ مُخْتَلِفَانِ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مَذْهَبٌ وَمَقَالٌ ، وَالأَمْرُ عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَنَّ الْحُكْمَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَجْهٌ غَيْرُ وَجْهِ صَاحِبِهِ ، إِلا أَنَّ الَّذِي يَؤُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ عِنْدِي قَوْلُ الَّذِينَ رَأَوُا اشْتِرَاكَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْفَيْءِ ، وَلَيْسَ هَذَا بِرَادٍّ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ ، وَلَكِنَّهُمَا جَمِيعًا قَدْ كَانَا ، وَإِنَّمَا حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ كَالتَّنْزِيلِ ، وَلَيْسَ يَنْسَخُ سُنَّتَهُ إِلا سُنَّةٌ لَهُ أُخْرَى أَوْ تَنْزِيلٌ ، فَكَانَ مَنْعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَنَعَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ إِذْ تَرَكُوا الْهِجْرَةَ وَهُوَ الأَصْلُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ بَدْءُ الإِسْلامِ ، وَإِذَ كَانَتِ الْهِجْرَةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ حُكْمِ الْمُهَاجِرِينَ وَبَيْنَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فِي الْوَلايَةِ وَالْمَوَارِيثِ وَالْمُنَاكَحَةِ وَالْفَيْءِ ، نَزَلَ بِذَلِكَ الْكِتَابُ وَجَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ ، فَأَمَّا السُّنَّةُ ، فَقَوْلُهُ : وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ ، وَأَمَّا التَّنْزِيلُ ، فَقَوْلُهُ : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.