ثنا ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ ، قَالَ لِكُرَيْبِ بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ : يَا كُرَيْبُ ، أَشَهِدْتَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ ؟ قَالَ : حَضَرْتُهَا وَأَنَا غُلامٌ فِي إِزَارٍ ، أَسْمَعُ خُطْبَتَهُ وَلا أَدْرِي مَا يَقُولُ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ دَلَلْتُكَ عَلَى رَجُلٍ حَضَرَهَا وَهُوَ رَجُلٌ ، قَالَ : مَنْ ؟ قَالَ : سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلانِيُّ . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : هَلْ حَضَرْتَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْجَابِيَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَضَرْتُهَا وَفَهِمْتُهَا وَعَقَلْتُهَا . قَالَ : فَمَا قَالَ ؟ قَالَ : أُحِبُّ أَنْ يَعْفِينِيَ الأَمِيرُ . فَقَالَ : وَاللَّهِ لَكَأَنَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ الأَمِيرُ ، فَإِنَّ الأَمِيرَ يَعْزِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُخْبِرَهُ . قَالَ : فَإِنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجَابِيَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ , أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّ هَذَا الْفَيْءَ فَيْءٌ أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَيْكَم ، لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ أَحَقَّ مِنْ أَحَدٍ ، الرَّفِيعُ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ الْوَضِيعِ ، إِلا مَا كَانَ مِنْ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ , فَإِنِّي غَيْرُ قَاسِمٍ لَهُمَا شَيْئًا . فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَخْمٍ يُدْعَى أَبَا حُدَيْرَدَ ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يُدْعَى أَبَا حُدَيْرٍ . فَقَالَ : أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَابْنَ الْخَطَّابِ فِي الْعَدْلِ وَالسَّوِيَّةِ . فَقَالَ : إِنَّمَا يُرِيدُ ابْنُ الْخَطَّابِ بِذَلِكَ الْعَدْلَ وَالسَّوِيَّةَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنْ لَوَ كَانَتِ الْهِجْرَةُ بِصَنْعَاءَ مَا هَاجَرَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ إِلا قَلِيلٌ ، فَلا أَجْعَلُ مَنْ تَكَلَّفَ فِي السَّفَرِ وَابْتَاعَ الظَّهْرَ بِمَنْزِلَةِ قَوْمٍ إِنَّمَا قَاتَلُوا فِي دِيَارِهِمْ . فَقَالَ أَبُو حُدَيْرٍ : فَإِنَّ اللَّهَ سَاقَ الْهِجْرَةَ إِلَيْنَا حَتَّى أَدْخَلَهَا عَلَيْنَا فِي دِيَارِنَا ، فَنَصَرْنَاهَا فَصَدَقْنَاهَا ، فَذَلِكَ الَّذِي يُذْهِبُ حَظَّنَا فِي الإِسْلامِ ! ! فَقَالَ : لا وَاللَّهِ ، لأَقَسِمَنَّ لَكُمْ ، لا وَاللَّهِ ، لأَقَسِمَنَّ لَكُمْ ، لا وَاللَّهِ ، لأَقَسِمَنَّ لَكُمْ ، يُرَدِّدُهَا وَيَحْلِفُ ، فَقَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ ، فَأَصَابَ كُلَّ رَجُلٍ نِصْفُ دِينَارٍ ، فَإِذَا كَانَتْ مَعَ الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ أَعْطَاهَا دِينَارًا ، وَإِذَا كَانَ وَحْدَهُ أَعْطَاهُ نِصْفَ دِينَارٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |