باب ما جاء في الانفال وتاويلها وما يخمس منها


تفسير

رقم الحديث : 1120

وَقَالَ مَالِكٌ ، قَوْلا ثَالِثًا : أنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : " لا يُؤْخَذُ سِنٌّ فَوْقِ سِنٍّ ، إِلا ابْنَ لَبُونٍ مَكَانَ ابْنَةِ مَخَاضٍ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يَذْهَبُ مَالِكٌ فِيمَا نَرَى إِلَى أَنَّ الرُّخْصَةَ إِنَّمَا جَاءَتْ فِي هَذِهِ خَاصَّةً ، قَالَ مَالِكٌ : فَأَمَّا إِذَا وَجَبَتْ فِي الْمَالِ ابْنَةُ لَبُونٍ أَوْ حِقَّةٌ أَوْ جَذَعَةٌ ، فَإِنَّ عَلَى رَبِّ الْمَالِ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا ، قَالَ : وَلا أُحِبُّ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ الْمُصَدِّقُ قِيمَتِهَا ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَكُلٌّ قَدْ ذَهَبَ مَذْهَبًا ، فَأَمَّا سُفْيَانُ فَقَصَدَ إِلَى الأَثَرِ ، لَمْ يَعْدُهُ ، وَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ ، فَحُجَّتُهُ أَنْ يَقُولَ فِيمَا نَرَى : أَنَّ الأَسْنَانَ تَخْتَلِفُ ، فَيَكُونُ فِيمَا بَيْنَ لْفَرِيضَتَيْنِ أَكْثَرُ مِنْ قِيمَةِ دِينَارٍ أَوْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَيَكُونُ بَيْنَهُمَا أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ ، يَقُولُ : فَأَرُدُّ ذَلِكَ إِلَى سَائِرِ الأحُكَّامِ ، إِنَّهُ مَنْ لَزِمَهُ ضَمَانُ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أَوِ الْعُرُوضِ ، اسْتَهْلَكَهُ وَلَمْ يَجِدْهُ ، أَنَّ عَلَيْهِ قِيمَتَهُ ، وَحُجَّةُ مَالِكٍ أَنْ يَقُولَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ ، فَلَيْسَ حُكْمُهَا كَحُقُوقِ النَّاسِ التي تُحَوَّلُ دَيْنًا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ عَيْنًا ، وَإِنَّمَا هِيَ مِثْلُ الصَّلاةِ الَّتِي لا يَجْزِي مَكَانَهَا غَيْرُهَا ، إِذَا وُجِدَ إِلَيْهَا السَّبِيلُ وَهَذَا الَّذِي قَالَ مَالِكٌ مَذْهَبٌ ، لَوْلا الْمَشَقَّةُ الَّتِي فِيهِ عَلَى النَّاسِ ، مِنْ تَجَشُّمِ الطَّلَبِ ، وَتَكَلُّفِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُمْ ، وَقَدْ جَاءَ الثَّبَتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " أَمَرَ مُعَاذًا ، حِينَ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بِالتَّيْسِيرِ عَلَى النَّاسِ ، وَأَنْ لا يَأْخُذَ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ " ، جَاءَ مُفَسَّرًا عَنْ مُعَاذٍ فِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ ، قَالَ هُنَالِكَ : " ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ ، آخُذُهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الصَّدَقَةِ ، فَإِنَّهُ أَيْسَرُ عَلَيْكُمْ ، وَأَنْفَعُ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ " . فَالأَسْنَانُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ أَشْبَهُ مِنَ الْعُرُوضِ بِهَا ، وَقَدْ قَبْلَهَا مُعَاذٌ ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : الْخَمِيسُ ثِيَابٌ , طُولُهَا خَمْسٌ فِي خَمْسٍ ، وَكَانَ مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ : الْخَمِيسُ ، فَنُسِبَتْ إِلَيْهِ ، وَقَالَ : يَوْمُ تَرَاهَا كَشَبَهِ أَرْدِيَةِ الْخَمِيسِ وَيَوْمُ أَدِيمِهَا النَّغْلا يَعْنِي : يَصِفُ نَبَاتَ الأَرْضِ وَالسَّنَةَ عَلَى النَّاسِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.